عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 10 / 2015, 02 : 07 PM   رقم المشاركة : [128]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: رسالة إلى صديقة

إلى صديقتي ميساء البشيتي ردًّا على رسالتها:
أخشى ياصديقتي أن أخبرك بأنني بمزاج آخر، تمرُّ عليّ أخبار موطنك صدفة فأتوقف قليلا، أستغرب ثم أعود إليّ. قد يبدو في قولي الكثير من الأنانية ولايحرجني ذلك. إنّه أكتوبر يتقدّم وتتقدّمه فؤوس الشّتاء. تنفر درجات الحرارة، تمارس هروبها والحذر وأُتابع حالاتها.أستشعر مراحلها في اللعبة ,ولاأخفي عليك أنها في أول أسبوع من أكتوبر انهزمت ثلاث مرّات وفضحت جبروت الشتاء الآتي. قبل أن توصيني، تصرخ فيّ :" شجاعتك "؛ خلعت شجاعتي عرّيت ضعفي وهويت؛ ففي البداية أو النهاية البرد موت وليس الانهزام أمامه عارًا كبيرا. رغم ذلك أقف من أجلك حين تحزنين،تنكسرين وأنت تتحدثين عن البطولة الأليمة. لاأحبّك بعينين دامعتين أفضلك صافية والابتسامة فراشتك التي كانت قُبْلة قبل أن تغير قرارها أو بعده.
صديقتي، لاتستعجلي وتغضبي إن قلت لك أنّ موطنك ثقيل بسنوات احتلاله الكثيرة، بالغائبين الذين أورثوا ذاكراتهم؛ بالحقائب المغلقة في النفوس والقلوب، بأنّه المكان والمكان ليس فارسًا نبيلاً ولا مقاتلاً شديد البأس وبأنّ حبّه متعب فَرِفقا بنفسك. لست ممن يتحمسون للخناجر ولا للانفجارات ولا لشعارات الموت، يزعجني أن تكون وأعرف أنّ إلغائها صعب أن للظلم تبعات مظلمة ومايهمني في كلّها الآن أذاها للإنسانة التي هي أنت.
كيف أرشدك للاحتماء منها؟ كيف أبتكر أغنية لينام الدخان الصاعد من سنوات مشتعلة؟ كيف أقول لأحبائك الموتى عودوا غدا في موسم الإزهار بتفاصيلكم المفرحة لا مهجوسين تجرون يأس أعمار انطوت؟
ربما عليّ أن أفتح الباب للبرد وأراهن على حكمته لمرّة واحدة لعله يرشدني أو أدير وجهي نحو كبرى المزهريات وأستستلم لخطاب ساكنتها. فيها فصائل كثيرة ومع ذلك تتحدّ في خطاب الرّقة ونظرتها المركزة.كيفما تأملّتها أجدها لا تشتّت انتباهها وتحافظ على رسالتها؛ أقرأها من قرص عباد الشمس البنيّ:" ليس كساءً ، هنا تثمر الشّمس حَبًّا " ومن طلعة الأزهار الصغيرة التي أجهل اسمها :" الأزرق لاينتهي " ومن الأقحوانات بالوردي والأبيض : " إناث " ويضحكن بمقاس يزيد عن الابتسام بقليل ،لست متأكدة لكني أخمّن أنه احتفاء يناسب الإناث أو تذكير لهن كي يبقى النهار جميلا؛هل صدقتهن؟ عنّي، لن أخذلهن.
غدا يوم آخر يا صديقتي ونتمناه أجمل. مثل أزهاري أنتصر للجمال وأتناسى أن الشتاء يسايف درجات الحرارة.
دمت.
Nassira 17-10-2015
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس