سيدي محمد الصالح ..أصلح الله شأنك كله وبارك في علمك وفهمك ..
أما بعد..
فإن الذي بينت عين الحق ولباب الصواب..ثم إنه أقرب ما تقلى عليه عين الناقد وتنفذ إليه ..
ولكني لا أدري كيف أجزت لنفسي أن تفي نقطتا الحذف في البيت الثاني بغرضي وتحقق ما أوحى به إلى خيالي..
وذلك أني أرى قولي: أفق أيها العقل الصريع ..ترى الدنا
جائزا في الدلالة على حذف (أفاق العقل فرأى ما لم يتبينه فسأل ماذا أرى) فجاء الجواب على الاستئناف هكذا (ترى الدنا..ترى الظلم ترى الخير ...)
ف"ترى" في هذا الموضع ليست من باب جواب الأمر، وإنما من باب الاستئناف على المحذوف ..هذا إن كان يجوزه أهل اللغة طبعا ..
وإلا فإن ثمة فهما آخر للكلام ..
وهو أن تكون ترى مرفوعة على أنها حال ..يعني أفق وأنت ترى كذا ..
ومن هذا قولة تعالى: "هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلُْ فِي أَرْضِ اللَّهِ" فقرئت بالرفع على الحال وبالجزم على جواب الأمر
ومنه قوله تعالى:"ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " فيلعبون مرفوعة بالنون على الحال ..وهذا يقابل قوله تعالى " ذرهم يخوضوا ويلعبوا" فإن الفعلين في الآية مجزومان على جواب الطلب
والله تعالى أعلم ورد العلم إليه أسلم
ومرحبا بتعليقك..فمنكم نستفيد أستاذنا ..