رد: الوفاء بالمعنى وبالإيقاع في شعر طلعت سقيرق / التدوير-2-
إذ تطغى مساحة الكتابة والكلمة والنبض والمعنى والتعبير ... على مساحات البياض والصمت ،فالكتابة (( عرس للعين والأذن والباطن )) 1-
والقصيدة أعلاه إضافة إلى جل مقاطع القصيدة الصوفية تقدم مفتاح الحرية والانطلاق واختيار موضع الوقفة (( آخر القصيدة )) ودمج الأسطر دمجا عروضيا ، من خلال مفتاح التدوير الذي هو "استمرار في البحث عن حريّة يتطلبّها بناء مسكن حرّ له فاعليّة تجديد الحيوية البنائية النصّ" {2}
-13-
أحبك كيف أكتبها وفاصلتي تموج بضلعها العاري؟؟
وأفكاري تطاردني فكيف أفرّ من فيضان أفكاري؟؟
لذيذٌ طعم هذا الوجد يكتبني على سطرين من دمعٍ ومن نار..
أحار وحيرتي حيرى فكوني أنتِ بوصلتي وبحاري..
وكوني الشطَّ والميناءَ حين أعود ماءَ البحر حين تطول أسفاري..
وكوني روح ما في الوعد من وعدٍ حدود المدّ أغنيتي وقيثاري..
أحبك تطلع الكلمات قافلةً إليك أشعاري.. الجمر من عشقٍ وأعزف حبك المجنون ترقص فيك أوتاري
أحبك تمطر الكلمات فيروزاً ومرجاناً فأدخل فيض أمطاري
كأنك يا حدود السحر ما في العمر من برقٍ ووديانٍ وأنهارِ
كأنك سرُّ ما في السرِّ من سرٍّ فهل أسقي حقول اللوز أسراري؟؟
تعرّيني على ظل الرياح يدي فأنبش حيرتي فوضى وأهطل فوق مزماري
لماذا الغزلان عاريةً من الذكرى وانت هبوب مشواري
أكاد أضم وردَ الوردِ من شغفٍ وأرجع في زمان الوصلِ ممتلئاً بأزهاري
أحبك أنتِ عمر العمرِ لحنُ اللحن دفء الدفء ظلُّ الظلِّ إبحاري..
تطالعني حدود الورد بستاناً من الخفقان أكتبُ فيه ما في الكفِّ من آثار آثاري
هنا شطآن أحلامي هنا ظلي فهل يا وردتي أمشي إلى بعضي وآخذ نصف إعصاري؟
تركتُ الليلَ مكتوباً على صدري ورحت أدور في غبشٍٍ من الذكرى وأصعد نحو ما في العمر من بلحٍ وأقمارِ..
نسيتُ حدود نسياني وذاكرتي فتاه الشاطئ الحيران بين حدود أفكاري
أحبكِ أدخلي شجراً من الأشعار في وقتي لتهطل فوق شطآن الرجوعِ الحلوِ أشجاري..
ينام اللوز مفتوناً على شباك قافيتي فتضحك في الهوى شفتي وترقص فيك عند النور والأضواء أنواري..
أنا أهواك ما عادت حدود العشق تكفيني فكوني فوق ما في العشق من عشق وكوني فوق ما في الحب من حب وكوني فوق ما في الوجد من وجدٍ وكوني لحظتي مطري هبوب العمر أغنيتي وكوني كل أقداري..
التدوير مفتاح حركة ودينامية ،وبداية حوار عميق يغلب عليه الصراع الدارمي من خلال الضمائر (( أنا - أنتِ)) باتصال مسترسل تتمنطه أدوات الربط اللغوية ( و - ف )) أدوات العطف ، وعنصر التقفية ( رِ .. ري) كما عمل الشاعر على إغناء الشكل الداخلي الذي تجسد في أفعال مضارعة (32... فعل مضارع)
أحبك-أكتبها-تموج-تطاردني-أفرّ-يكتبني-أحار-أعود-تطول-تطلع-تسوق-أضمّ-ترقص-وأعزف-
تمطر-فأدخل-أسقي-تعرّيني-فأنبش-وأهطل-أضم-وأرجع-تطالعني-أكتبُ-أمشي-وآخذ-
-أدور-وأصعد--لتهطل-ينام-فتضحك-وترقص-))
مفتاح ساهم في تطوير الحدث وتطوير الحركة الفعلية الجارفة التي جرفت الوجهة الإيقاعية نحو التدفق والتتابع والاستمرارية من خلال فعلي .. الوصف الشكوى .
[ 1-عبد الله راجع : الجنون المعقلن- الثقافة الجديدة - ع 19- 1981-ص15
2-محمد بنيس، المرجع المذكور، ج3، ص. 131
|