أجلس كي أكتب ، ماذا أكتب؟
ما جدوى القول؟
يا أهلي ،يا بلدي ، يا شعبي
ما أحقر أن أجلس كي أكتب
في هذا اليوم
هل أحمي أهلي بالكلمه؟
هل أنقذ بلدي بالكلمه؟
كل الكلمات اليوم
ملح لا يورق أو يزهر
في هذا الليل...
في بهرة الذهول والضياع
أضاء قنديل الهي حنايا قلبه
وشع في العينين وهج جمرتين
وأطبق المفكره
وهب ، مازن ، الفتى الشجاع
يحمل عبء حبه
وكل هم أرضه وشعبه
وكل أشتات المنى المبعثره !!
-: ماض أنا أماه
ماض مع الرفاق
لموعدي راض عن المصير
أحمله كصخرة مشدودة بعنقي
فمن هنا منطلقي
وكل ما لدي ،كل النبض
والحب والايثار والعباده
أبذله لاجلها ، للأرض
مهرا ، فما أعز منك يا
أماه الا الأرض
-: يا ولدي !
يا كبدي!
-: أماه موكب الفرح
لم يأت بعد
لكنه لابد يجيئ
يحدو خطاه المجد
-: ياولدي!
يا . . . . .
-: لا تحزني اذا سقطت قبل-
موعد الوصول
فدربنا طويله شقيه
ودون موعد الوصول...ترتمي على المدى
سواحل الليل الجهنميه
نعبرها على مشاعل الدماء
لكن يجيئ بعدنا الفرح
لابد من مجيئه هذا الفرح
فيتساوى الأخذ والعطاء
-:يا ولدي
اذهب!
وحوطته أمه بسورتي قرآن
اذهب!
وعوذته باسم الله والفرقان
كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان
كان مجدها وكبريائها وكان
عطاءها الكبيرللأوطان
في خيمة الليل
وفي رحابة العراء
قامت تصلي.
ورفعت الى السماء وجهها
وكانت السماء
تطفح بالنجوم والألغاز
يا يوم أسلمته للحياه
عجينة صغيرة مطيبه
بكل ما في أرضنا من طيب
يا يوم ألقمته ثديها الخصيب
و عانقت نشوتها
واكتشفت معنى وجودها
في درة الحليب
..................
( يا ولدي
يا كبدي
من أجل هذا اليوم
من أجله ولدتك
من أجله أرضعتك
من أجله منحتك
دمي وكل النبض
وكل ما يمكن أن تمنحه أمومه
ياولدي ، يا غرسة كريمه
اقتلعت من أرضها الكريمه
اذهب ، فما أعز منك يا
بني الا الأرض
"طوباس" وراء الربوات
آذان تتوتر في الكلمات
وعيون هاجر منها النوم.
الريح وراء حدود الصمت
تندلع ، تدمدم في الربوات
تلهث خلف النفس الضائع
تركض في دائرة الموت
......
يا ألف اهلا بالموت !
واحترق النجم الهاوي ومرق
عبر الربوات
برقا مشتعل الصوت
زارعا الشعاع الحي على-
الربوات
في ارض لن يقهرها الموت !
أبدا لن يقهرها الموت !