[نصيرة تختوخ]

اختصار مع قبضة صندوق النقد الدولي الذي تساهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة الأكبر ونموذج الانتقال البولوني (المعلومات الواردة من كتاب ناؤومي كلاين 'عقيدة الصدمة : صعود رأسمالية الكوارث '.
ملاحظة: جيفري ساكس هو مستشار بان كي مون حاليا وقبله لكوفي عنان.
في محاولة انتقال بولونيا لنظام ديمقراطي وبعد وصول حركة تضامن (اتحاد نقابة العمال البولندي) للحكم كانت مديونية البلد 40 مليار دولار والتضخم 600%، الأوضاع الاقتصادية الحرجة أربكت نشوة الوصول إلى الحرية فالمواطن لم يكن في مزاج داعم للسعادة وأجره لا يكفيه للعيش وشراء مواد غذائية أصبحت شحيحة. بدت الحاجة للاقتراض من صندوق النقد الدولي ضرورية. جورج بوش الذي رحب بالانتصار على الشيوعية أكد على أن البلد عليه رغم ذلك أن يدفع الديون التي عليه وأنه أمريكا مستعدة أن تساعد ب 119 مليون دولار، مبلغ لم يكن ليكفي بلدا يحاول إعادة تأهيل جذرية. من أجل آفاق لمساعدات أفضل تنقل جيفري ساكس إلى بولونيا وكان من الواضح أن الرجل قادر على ترتيب أمور قروض منقذة أكبر وفق شروط محددة لاتمت للنضال الاجتماعي بصلة وهي: رفع اليد عن تحديد الأسعار، تخفيض الدعم وبيع المناجم والترسانات البحرية والمصانع للخواص. ساكس قدم النموذج البوليفي كمحاولة لإقناع البولونيين بنجاح الخطة المقترحة وأضاف على ذلك أن بولونيا لن تتحول إلى بلد عادي بل بلد أوروبي عادي.
في 12 سبتمبر 1989 ظهر الوزير الأول البولوني تاديوس مازوفيتسكي في أول برلمان منتخب . أعضاء حركة التضامن كانوا قد حسموا أمر توجههم لكن القليلين فقط كانوا يعرفون ما انتهى إليه القرار.
الرجل الذي كان على وشك النطق بالقرار أصيب بضيق تنفس و قال أنه يشعر بأنه ليس على مايرام.
عندما تم فحص مازوفيتسكي تبين أنه مصاب بإرهاق شديد نتيجة قلة النوم والضغط الهائل. بعد عودته للبرلمان قال:'لا تؤاخذوني صحتي حاليا تشبه صحة الاقتصاد البولوني '.
بعدها كشف عن التغييرات الجذرية التي سيعرفها الاقتصاد البولوني: الخوصصة، خلق الأسواق الرأسمالية وبورصات الأسهم، التحول من الصناعات الثقيلة لصناعة البضائع الاستهلاكية إلى جانب الأخذ بإجراء ات تقشفية وتبديل العملة .بعدها قام ساكس بمساعدة البولونيين في التفاوض مع صندوق النقد الدولي وساعد في تخفيض القروض إلى مليار دولار لدعم استقرار العملة.
حسب إحصائيات البنك العالمي فإن نسبة البطال في بولونيا وصلت عام 2007 إلى 20% أعلى نسبة في الاتحاد الأوروبي. في 2006 كانت نسبة المعطلين الأقل من 24 سنة تشكل 40% وهي ضعف مثيلتها في الإتحاد الأوروبي آنذاك. في 1989 كانت نسبة الفقر 15% و في 2003 صار 59% من البولونيين تحت خط الفقر.
الخوصصة لم تجرِ تماما كما كان مقررا لها نظرا لمقاومة العمال البولونيين لذلك وللإضرابات التي عرفها البلد ، عام 1993 كانت 62% من الصناعات البولونية لم تخوصص بعد.