[نصيرة تختوخ]

نموذج الفخ الاقتصادي في جنوب إفريقيا:
باتريك بوند الذي كان يعمل مستشارًا اقتصاديا في مكتب مانديلا في السنوات الأولى من حكم المؤتمر الوطني الإفريقي يتذكر مزحة سمعها تقول :' صارت الدولة معنا، لكن أين هي السلطة؟ ' بينما كانت الحكومة تحاول تحقيق أحلام إعلان الحرية اكتشفت أن السلطة توجد في مكان آخر.
توزيع الأراضي أو الأدوية أوخلق فرص للشغل بدت أمورا تعثرت أمام الاتفاقيات الموقعة سابقا مع منظمة التجارة العالمية؛ طبع المزيد من النقود كان يستلزم أيضا اللجوء للبنك المركزي الذي بقي مديره من عهد الأبرتهايد في مكانه، المزيد من التحكم في العملة بدا أيضا مستحيلا نظرا للشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي وهو يمنح قرضا ب850 مليون دولار قبيل الانتخابات.
يقول رسول سنيمان أحد الناشطين ضد الأبرتهايد منذ زمن طويل:'إنهم لم يحررونا أبدا. لقد نزعوا القيود من أعناقنا ووضعوها على كواحلنا '.
بعض الأرقام بعد وصول المؤتمر الوطني الإفريقي للحكم: معظم الموارد الاقتصادية بقيت تحت تحكم البيض، 80% من أسهم بورصة جوهانسبورغ من نصيب البيض، 4% فقط من الشركات أو من مسيري الشركات في البورصة من السود . 70% من الأراضي الزراعية الجنوب إفريقية محتكرة من طرف البيض الذين لا يشكلون إلاّ 10% من سكان البلد.