[علاء زايد فارس]

مجنورابي وتوم وجيري!
علاء زايد فارس



كانت الأمطار غزيرة جداً طوال الأيام الماضية، أمطار لا تتوقف وكأن السماء قد قررت أن تغرق الأرض بقبلاتها، جلست أنا ومجنورابي أمام النار وكان الصمت سيد الموقف.لساعات، ثم ما لبث أن باغتني مجنورابي بسؤال لولبي كسر جدار الصمت:


يا علاء !
قلْ لي بربك من أشعل الحرب بين توم وجيري؟


ضحكت بشدة وأجبت :
يا صديقي، إن العداء بين القطط والفئران عداء فطري أزلي، اشتعل قبل ميلاد توم وجيري بقرون طويلة!


- علاء أيها المراوغ، لم تعطني جواباً مباشراً على سؤالي؟؟


- حسناً دعني أفكر قليلاً يا مجنورابي...
اعتقد أن من أشعل الحرب بينهما هو المخرج!


- حسناً، جوابك منطقي جداً
هل يعلم توم وجيري أن صراعهما المستميت يدخل على قلوبنا السرور؟!


- بالطبع لا!


- حسناً حسناً، فلنطلب الصفح إذاً من العم توم !


- لماذا؟؟


- لأننا على أرض الواقع نحب القطط ونتحالف معها ضد الفئران المؤذية والتي نكرهها بشدة، لكن على شاشة التلفاز انقلبت الصورة تماماً، وكنا نتعاطف مع جيري ونسعد جداً بانحياز المخرج له على حساب توم المسكين!
حقاً لقد كنت استغرب من السيدة التي تناصر جيري وتسعد كثيراً بمقالبه التي كان يشربها توم المسكين، وهي على أرض الواقع تملأ الدنيا بصراخها الهستيري حينما تشاهد إخوان وأخوات جيري على الأرض!


- امممم
باعتقادي أنت تريد أن تقول، أن الإعلام قلب الصورة تماماً وجعل القطة شريرة والفأر طيب جداً في هذا الكارتون وهذا يخالف الواقع تماماً....!


- أصبت، لذلك فإن الفئران الآن تلبس التيجان، والقطط ترقد خلف القضبان!


- أنا لم أسمع شيئاً ولا أعرفك الآن...


- حسناً يا جبانْ!




مذكرات مجنورابي
25/1/2016م