عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 02 / 2016, 06 : 11 AM   رقم المشاركة : [1]
د.مرتضى بابكر الفاضلابي
مرتضى بابكر الفاضلابي . استاذ مساعد بجامعة وادي النيل . كلية العلوم الاسلامية والعربية
 





د.مرتضى بابكر الفاضلابي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: السودان

موسم الهجرة إلى الشرق

بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المداد
د. مرتضى بابكر الفاضلابي
موسم الهجرة إلى الشرق
حينما يصبح الإغتراب منتهى الامل وآخر محطة تقف عندها احلامنا ، حينما تضج الدواخل بالشوق والرغبة في الانطلاق نحو آفاق جديدة وعالم أجمل وأناس نجد القبول بينهم وعن بلاد تحترم العلماء والدرجات العلميه ، حينما يهجر أساتذة الجامعات كلياتهم ويوقعوا على دفاتر الحضور أحرفا للرحيل المر وغياب ربما يمتد لسنوات وسنوات وربما يمتد حتى نهاية المطاف ليعودوا أجسادا بلا أرواح بعد أن أفرغوا كل علمهم في عقول غير عقول ابنائهم وبلاد غير بلادهم . حينها ينبغي لنا أن نقرع نواقيس الخطر أو فلنقل على الدنيا السلام .
ومن المؤسف حقا ما نقرؤه هذه الايام في الصحف ووسائل الإعلام من تصريح بعض المسؤولين في الدوله بعدم ممانعتهم من هجرة أساتذة الجامعات دون أن يلتفتوا إلى أن الدول التي يذهب إليها هؤلاء تشترط في أساتذتها الخبره الطويله ودون أن يدركوا أنهم بذلك يفرغون الجامعات السودانيه من خبراتها ليحل مكانهم أساتذه أقل خبرة منهم .
ها نحن اليوم نقف أمام جدلية غريبة فنحن نعيش في بلاد نحترم آمالها وتطلعاتها ، نحترم جراحها وآلامها وتعمق جراحنا كل يوم ، بلاد لا تحترم الدرجات العلمية والكفاءات بقدر احترامها للانتماءات السياسية ، بلاد يلازمنا فيها الاحساس بالغربة وما أقسى الغربة داخل الوطن ، بلاد مازالت تسيطر عليها " عقدة الخواجة " فتحترم الاجنبي وتمنحه ضعف مرتب المواطن السوداني على عكس الدول الأخرى .
والاسئلة الملحة التي ينبغي لنا أن نجيب عليها وينبغي لرجال الدولة وولاة امورنا أن يجيبوا عليها بصدق هي :
ـ لماذا اختار هؤلاء الرحيل فهجروا أوطانهم وديارهم وأهلهم وربما ابنائهم ؟
ـ لماذا أساتذة الجامعات هم الأكثر هجرة دون غيرهم من بقية المثقفين من ابناء الوطن ؟
ـ هل هي الرغبة في الثراء ؟ أم أن الأمر غير ذلك ...؟
لكن قبل أن نجيب على هذه الاسئلة ينبغي لنا أن نزن الأمور بميزان العقل ونعمل على ايجاد حلول لايقاف هذا النزيف البشري وتلك الهجرة التي ظلت تؤرقنا كثيرا .
فالناظر إلى واقع هؤلاء وإلى المرتبات التي يتقاضونها يجدها لا تفي بسد احتياجاتهم الأساسية من سكن وعلاج وتعليم هذا عدا المصروف اليومي ناهيك عن أحلامهم بإمتلاك منازل خاصة بهم منازل تقيهم جحيم الايجار وذل المستأجر ، فالكثير منهم يقطنون في منازل للايجار والكثير منهم يصارع في زحمة المواصلات من أجل أن يفوز بمقعد على متن حافلة تحمله إلى مكان عمله وتعود به إلى منزله متعبا مسلوب القوى مساءا بعد ان عجز عن ايجاد وسيلة مواصلات خاصة به .
لا تندهش عزيزي القاري فالأستاذ الجامعي قد يخرج احيانا من الجامعة ليقود " ركشه أو امجاد أو تكسي " يجوب بها شوارع المدينة بهدف زيادة الدخل ومجابهة متطلبات الحياة اليومية ، أي حرج وأي شعور بالمرارة ينتابه حينما يكون احد ركابه طالب من طلابه فلا يجد ما يقوله غير الصمت .
إذن فلتقرع الأجراس .






" الركشه والامجاد من وسا ئل المواصلات المستخدمه في السودان تقابل مايعرف في البلاد الأخرى باسم التكتك أما الامجاد فهي حافله صغيره تحمل سبعة ركاب فقط "

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د.مرتضى بابكر الفاضلابي
 د.مرتضى بابكر الفاضلابي
د.مرتضى بابكر الفاضلابي غير متصل   رد مع اقتباس