[align=justify]
فتَّوهموك ولم يروك فأصبحتَ
من وهمهم في خدك الآثارُ
إذا كانت دودة القز تغزل خيوط الحرير حول نفسها بنفسها ، فشرنقة الصمت عند الإنسان تختلف كلياً...
لا يغزل خيوطها بنفسه ولا هي خيوط حريرية..
الأيام والليالي هي التي تلف خيوطها القاسية الجافة حولنا والأحزان والمصائب هي أقفالها .. عمق الآلام وتشعبها.. تراكم رياء وأنانيات البشر.. تنكرهم للجميل والمحبة الصادقة والطعن بالظهر.. الغيرة المختزنة التي لا مبرر لها حين تنكشف لك.. ما يلفقون من أسباب لتبرير سواد نفوسهم ومقابلة المحبة بالكراهية والعطاء بما يصل أحياناً حد التآمر..
سقوط أقنعة ورؤية وجوه كنت تظنها بغاية الجمال، وانكشاف بشاعتها لك..
إدّعاء الأدب حين لا يبدأ الأدب كمسلك لتهذيب النفس من الدرائن وغسلها بنور المحبة والتسامح.. القدرة على الأخذ والتعامل مع المعطاء على أنه يؤدي واجبه المفروض عليه...
من تساعده ليبني ذاته حين يعمل جاهداً لهدمك كوسيلة يشعر من خلالها بأهمية ذاته.. إسقاط عيوبهم عليك.. وسواد نفوسهم...
فتَّوهموك ولم يروك فأصبحتَ
من وهمهم في خدك الآثارُ
استعمالك واستعمال إيثارك لهم سلماً للوصول إلى غاية تختتم بالتنكر لك...
نسب عطاءك وتضحياتك باستمرار وبإصرار لسواك أداة للتنكر لك وتهميش دورك ليس إلاّ...
حين يمنّ عليك أحد بما أنت قدمت له ويستمر في هذا المسلك من تقزيم لك وعملقة لذاته على حسابك وأنت صابر فقط لأنك محب ولأنك طيّب بطبعك..
حين يتجاهل البعض كونك في الأصل أديب ومبدع وليست وظيفتك فقط رعاية إبداع غيرك وتأمين الخدمات للمبدعين.
حين تحبهم ويكرهوك في الحقيقة ويعملون على تشويهك ونسج مواصفات لا تمتّ إليك بصلة ولا أنزل الله بها من سلطان...
حين يفسر صمتك الموجوع غرور وذهولك مرآة تعكس لهم سواد أنفسهم لا صورتك ...
حين تصطدم طفولتك الأزلية بنفوس مركبة مخيفة...
هذا جانب واحد ووجه من وجوه عديدة نسجت خيوطها حولي حتى أدمتني وجعاً ...
حين تسقط المحبة بكل صورها السمحة وتنتصر الكراهية وتغدو هي القاعدة وهي الصواب تراه ماذا يبقى لنا سوى الاستسلام لخريف الأحزان ومراقبة تساقط الأوراق الذابلة عن شجرة حياتنا؟؟!...
أنا كتلة محبة كنت ولم أزل وسأبقى.. لا أغار.. لا أحقد.. لا أتآمر..لا أجيد الكراهية.. لا أجيد غير الصمت حين يشتد الألم.. غيرالوجع الإنساني...
وإلى وجه آخر ووجع آخر...
[/align]