[د. رجاء بنحيدا]

شجرة الشعر عند الشاعر طلعت سقيرق

((فبداية الشمس التي رتلتها ستصيرُ
أشجاراً على الطرقاتْ
أنا شاعر ٌ
لا تعجبي
الحب سوف يصير أغنية ً
الثورة الكبرى
أنوارها الكلماتْ ( قصيدة أحلى فصول العشق )


هي شجرة أغصانها قصائد يانعة مختلفة ثمارها ، سقاها الشاعر طلعت سقيرق بالدفء والأمل والحب والتضحية ، من نبضات قلبه الذي لايضخ إلا دماء الإبداع الابتكار والتجديد .. لتأخذ أوراقها نضارة البوح ورقة الهمس وقوة النبض فتزهو مشرقة وازنة هادفة في كل فصول العمر والزمن .

هي شجرة تتسع جذورها وتشرئب أغصانها حين يعزف المطر نشيد الحروف والروح
من عطر الوجد .. ودفء الذات .. وجمال البوح ، لتخضر وتتفتح أوراق الحروف أكثر فأكثر !!
حروف وكلمات في قصائد متميزة تأخذ شكل وملامح فصول العمر فيزداد خفقانها مع كل لقاء جديد ..وتتراقص روح أنغامها مع كل رحيل وغياب وشوق واشتياق .
هكذا هي شجرة العطاء الشعري الإبداعي .. مخضرة اوراقها في كل الفصول داخل حقل العمر
تستمد نظارتها ورونقها من الحب الجميل الصادق المثمر الذي لا يعرف الجفاء ولا الانطفاء..
فخذي إليك ِ حبيبتي
من كلّ حرف ٍ جنة ً
وجميعَ ما حملتْ سلال ُ الشعر ِ
من حلو ِ الثمارْ(( تداخلات على قيثارة المطر )

شجرة أغصان أشعارها لا تفصل ما بين الوطن .. والوطن ، ممتدة من ضلوع الوطن الحبيب .. من نبض الوطن الوريد .. إلى ضلوع الوطن الأم .. الحبيبة ، ممتدة من وهج الروح و شعلة النفس
مستمدة بهاءها المطرز من ضوء الشمس ونور البدر لتلقي بظلالها الوارفة المتشعبة الممتدة ..على كل الفضاءات والأمكنة لا تعترف بفوارق الأزمنة ولا بفواصل الاغتراب والنفي والابتعاد ..
لا تفصلْ ..
مابينَ ضلوعي .. وضلوعي
أشجارُ الضفةِ في قلبي
أتقدمُ حتى أغنيتي
أتداخلُ في هذي الأغصانْ
لدمي الألحانْ ..
والأرضُ وريدي .. ونشيدي
لا تفصلْ ..
ما بينَ السرّةِ والميلادِ
وعشقي ..
.......
شجرة تجود .. بعطاء شعري ربيعي دائم لكل الفصول لتورق أغصان حروفها بين أنامل الشاعر طلعت سقيرق مادام العهد بينه وبين الشعر (( قد استمر في التداخل حتى الاندماج .. قد استمر في التوافق حتى الارتفاع إلى الأعالي..وما دام حبه للشعر كبيرا جداً ..
لذلك يقول كلّما سئل :
الشعر هو الأول بين كلّ ما أكتب ، والبقية الباقية من رواية وقصة ومسرح ومقال تأتي بعد المعشوق الأول الشعر ، وهل هناك أجمل وأحلى وأروع من الشعر؟؟..إن الشعر كان ربيعي الأول .. ومازال )) طلعت سقيرق.

ما بين الشوقِ وعشقي
لا تفصل
ما بينَ ترابِ الأرضِ .. وخفقي
سأشد على ضلعِ الأشجارْ
سأعض على شمسِ المشوارْ
بدمي .. والروح .. وأغنيتي ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ ..
ليكونَ نهارْ .. (( قصيدة - أشجار الضفة -))

ولا يزال ربيعيا ، وسيبقى شعرك كذلك ياشاعرنا المتألق، لأنك طبعت على جبين الشعر ضياء ضوء قلبك الذي عشق الآرض ورحيق تربتها في وطن لايُنسى ،لنجده محفورا على ضلع هذا الشجر الشعري الصلب القوي النابض الخافق على صدر النهار/ ضلع النهار ، يحكي قصة حنين واشتياق ،ويعزف نشيد الروح من قلب يبحث عن العمق الطاهر والجوهرالجميل الأصيل والصفاءاللامع.. في مكنون الوطن / الذات .

داومتُ أن أبني دمي
شجراً على صدرِ النهارْ
شمساً وقافيةً …
ونارْ
أمضي إلى من شرَّشتْ
في القلبِ .. منْ
شدتْ على قيثارتي
حتى اليدينِ وأشعلتْ
لحنَ الرجوعِ إلى الديارْ
… وإذا أنا ضلعُ المخيمِ أرتدي
من وردةِ الشهداءِ منْ ..
خطواتهمْ
هذا الحنينَ
وأرتدي
قيثارتي ..
أمتدُّ في الأرضِ التي في قامتي
وإذا أنا شوقُ المخيمِ أرتدي
ضلعَ النهارْ
شجراً وقافيةً .. ونارْ (( قصيدة من أجل قامات الصباح ))
د. رجاء بنحيدا بتاريخ 17-2-2016