دونك من أكون
تبقى دوما وحدك حبا داخل أوصالي وأشجاني
يعتريني شوق وحنين يشعرني بالدفئ والحياة
تلكم هي الأرواح أرهقها الحب والحنين ، فان كانت عيني
عاجزة عن رؤياك ، فان قلبي أبدا لن ينساك بل كيف أنساك ، ومن
لم يعانقه شوق أو حنين ما عرف نبض الحياة
في قلبه ، فشوقي وحنيني حلق بي في علياء السماء ، ذكريات من عمق الأزل توحي وتهمس وتوقظ أعماقي أني أحبك ، فما بعد المسافات باعد
بيننا حبيبي انما الناي حزين لما فارق الأوطان ، ان هواك حبيبي يضيء أشجان روحي واشراقته هبت نسائم أنوارها فاضمحلت بشريتي فما عدت أخفي ملامح أشجاني عند ذكر اسمك ، فأنت النور الذي أضاء جوانب روحي وأنت النور الذي أستمد منه الحياة ، أحن الى همس بعيد يخالجني بقرب
شديد فأغمرها حلاوة الاشتياق الى اللقا ، فما عاد في مخيلتي رمس ولا رسم ولا زوال ، لما خيم الليل حبيبي عادت الطيور الى أوكارها ، وفرشت الجباه لمولاها بعزم المحبة والطاعة ، تسبيحات تغمر أشجاني فمال القلب الى روح الحنين يبعث
شوقا متجددا بعهد اللقا ، فسالت العبرات تلو العبرات لمن هو قريب في علياءه ، فان قلت
أحبك لا تسألني ما الدليل ، ولا تسألني عن وطني
الذي أوجدته نعمة منك لأني أقمته بفضلك بين يديك وقد تلاشت واضمحلت المسافات منادية معالمي ورسمي دونك من أكون