عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 03 / 2016, 39 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بمناسبة ذكرى ميلاده 18 آذار - فقرات - أجمل ما قرأت للشاعر طلعت سقيرق

سفر في جسد القصيدة // الأديب الشاعر طلعت سقيرق

كثيرا ما سئلتُ في هذه المقابلة أو تلك ، عن سرّ القصيدة التي تبقى عالقة في الذهن ، ساكنة في الخاطر ، موجودة في البال ، قادرة على أن تمدّ عمرها لسنين وسنين دون أن تترهل أو تصاب بالهزال ؟؟.. ولأنّ السؤال يدخل في عمق الهوية الخاصة بالخلق الشعري كله ، فقد رأيت أن أرحل قليلا في جسد القصيدة لأقول رأيي ، مع اعتقادي أو يقيني ، بأنّ كثيرين قالوا وأطنبوا حول الأمر ، كون الشعر كان وما زال ديوان العرب ..
أرى أنّ الشعر خاصة ، والأدب أو الفنون عامة ، بحاجة إلى روح قبل أي شيء آخر كي تبقى .. والمشكلة التي يقع فيها كثير من الشعراء تتعلق بابتعادهم عن الروح لتكون القصيدة جمادا ، أو أقرب إلى الجماد ..ومكمن السر ، أو السر كله ، موجود في حب الشاعر للقصيدة ومعاملتها على أنها كائن حي يتنفس ويمشي ويسمع ويحاور ..من هنا تنبع الروح لتصب في القصيدة .. وقد وقف الشعراء منذ القديم موقف الرافض للقصيدة الجامدة الميتة ورأوا أنها نظم ليس إلا .. والنظم صناعة وانتباه وإيقاظ كلي للوعي، مما يضعك أمام شعر قد تجد فيه كل شيء إلا الحيوية والروح ، لأن الصناعة في الشعر ، ومهما كان الصانع ماهرا تخرج القصيدة من اكتمال الحس فيها ..فتصبح جثة هامدة قبل أن يقرأها القارئ وقبل أن تطالعها عين هذا أو ذاك .. فالكلمات التي لا تتنفس بشكل حقيقي لا يمكن أن تكون شعرا ..
والشيء الآخر الذي يجب أن يوجد في القصيدة ، حتى تكون ناجحة، يتعلق بحرارة التجربة وسخونتها وكونها موجودة في ذات الشاعر الذي يكتب القصيدة .. وأكبر مشاكل قصيدتنا العربية ، المعاصرة خاصة ، هي الافتعال والتصنع ، وهذا بالتأكيد لا يوجد شعرا راقيا جميلا شفافا قريبا من القلوب والعقول .. فأن تعيش التجربة وتكتب عنها ، لا يتساوى بشكل مطلق مع افتعالك للتجربة والتظاهر بأنك تعيشها .. عين القصيدة بصيرة ونافذة وقادرة على التمييز بين هذا وذاك ومن الصعب أن تخدعها أو تقنعها بأنك صادق .. هي مرآة ذاتك الشفافة ، وحين تجلسها على كرسي ليس كرسيك تعرف مباشرة وتخرج من بين يديك ناقصة مبتورة مشوهة ..وللأسف فأكثر شعرنا المعاصر يفتقد التجربة ولا يعيشها ، لذلك تجد تشابها في القصائد ونوعا من الاستنساخ الذي يظهر دون رتوش ، وفي هذه الزاوية مقتل الشعر بل ذبحه بدم بارد أمام الشاعر والقارئ والجمهور .. ومن يريد الأمثلة فما أكثرها كونها تنتشر في كل مكان .. والبرهان الساطع على موت هذه القصائد أنك تقرأها وتنساها بعد دقائق إن لم نقل مباشرة ..
أهم من هذا وذاك ربما ، وجود البريق الذي يسحبك ويشدك ويأخذك إليه منذ اللحظة الأولى فلا تستطيع ترك القصيدة أو الابتعاد عنها إلا بعد ارتوائك تماما .. هذا البريق الجاذب الذي يتملكك وأنت تقرأ القصيدة سرّ اختلاف شاعر عن شاعر ، وسر افتراق قصيدة عن قصيدة ، وسر كون الشعر شعرا بكل معنى الكلمة ..وكل قصيدة لا تأخذك تماما إليها وتملي عليك شرطها بأن تعيشها حتى النهاية ينقصها شيء ما له علاقة بهذا البريق الجاذب القادر على شدك وأخذك إليه.. من قبل ظنوا أن في الشعر سحرا ما ، لأنهم كانوا غير قادرين على ترك قراءة أو سماع القصيدة .. طبعا لا يهم ماذا نسمي هذه القدرة على خلق التواصل بينك وبين القصيدة ، لا يهم كيف نصفها أو في أي خانة نضعها.. لكنها في كل الأحوال والموازين طالعة من هذا البريق الجاذب الذي يشدك إليه .. وحين تتوافر للقصيدة كل هذه الأشياء ، ستكون قصيدة جميلة متكاملة قادرة على الحياة بالتأكيد ..
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=12127
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس