رسالة في مهب العمر على بساط نور الأدب أطير بها إلى عالم الأديب والباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف.
لأن لا أحد منا يستطيع تمزيق ذاكرة الأيام يحلو لي أن أرفع الغبار من فوق أعمارنا وأحطّ في مطار التذكرة لأهديك رسالة في مهب العمر، أنقشها وفاءاً للزمن الماضي بأوراقه التسعة وتسعون على ذاكرة الزمن القادم..
في ليلة عيد ميلادك أهديك كلماتي وأمنياتي بعام جديد يفيض بالسعادة.
ولأن لا أحد منا هو هذه الأنا الفردية فقط، الأنا تشمل في ذات ذاتي كل إنسان آمنت بإنسانيته، وتنشقت عبير حروفه واستفدت بفكره، وأنت إنسان فكر تترك فراغا حين تغيب عن سراج الحروف.
عرفتك سوريٌ الدماء شامي الشهامة فلسطيني القضية عربي الهوى والإنتماء.
وهبت نفسك للبحث وتوثيق كل قطرة دماء فلسطينية سالت وزاد عليه حرصك على دراسة وتعليم اللغة العبرية ودراسة الأدب الصهيوني دراسة متعمقة، فنقشنا بدماء عروبتنا اسمك بجدارة على لوحة الفخار.
في مفكرة يوميات أوراق99 تحتفظ ذاكرتي لك بالكثير من الجوانب المضيئة، بالإضافة للدراسات والبحث الوطني المخلص والقص المتميز وظفت الصداقة المتميزة التي تجمع بينك وبين الأستاذ طلعت بأبدع ما قرأت في الأدب الساخر: " يوميات بهلول "
أذكر كيف كنت أضحك وأبكي في آن مع هذه اليوميات المتوقدة الذكاء الخفيفة الظل والتي كانت بصيغة رسائل موجهة للأستاذ طلعت..
أستاذ توفيق..
حين أتذكر كل هذا أشعر بالغصة لأنك ابتعدت وحرمتنا روائع قلمك..وأنتهز عيد ميلادك مناسبة أشعل فيها شمعة وأفتح الأبواب على مصراعيها لك
دعوة مفتوحة من كل طفل فلسطيني فقد الحياة أو فقد الأهل والمأوى هو بأمس الحاجة لك باحثا موثقاً لدمه وحقوقه
دعوة مفتوحة من كل عربي حر شريف ما زال يتخبط في دياجير الظلام ولا يفهم عدوه وثقافة هذا العدو، ويحتاج المثقف الحر يهديه السبيل ويفتح له نوافذ المعرفة والتنوير.
وأخيراً بصدق أردت أن أقول لك كل عام وأنت بخير وبأنا افتقدناك فلا تطيل عنا الغياب لأنك عزيز جداً كأديب وكأخ وإنسان.
هدى الخطيب
مونتريال في 11 آذار / مارس 2009