سلسلة 8
لا داعي للاختباء ..
التقينا بين السطور ، غريب وغريبة ، همستَ في أذني بضع كلمات لكنها هبطت في رحم قلبي واخترقت صمام الأمان ، بكيتُ في حينها ، فمررتَ بمنديلك الوردي على وجنتي وضفاف قلبي ، مسحت َ دموعي وكل صور السابقين في مخيلتي ولم يبق إلا أنت .
هربت منك ، هربت كثيرا ً ، مرات ومرات ، وفي كل عودة أكون مثخنة الجراح فتأتيني كلماتك كالبلسم لتشفي كل جرح في روحي وتُمضي بأحرفك الأولى على مسامات روحي البالية فتبعث فيها الحياة وأتبعك ، دون وعي أو إرادة مني أتبعك وأتبعك وأتبعك .
كم مضى على حزني ؟ لا أعلم ، كم يمضي من عمري ؟ لا أعلم
كل ما أعلمه أني تنازلت لك عن روحي لتعذبها كيفما تشاء ، لن أتعب من العذاب ولن أهرب بعد اليوم ، لن أهرب ، هذه روحي أقدمها لك على طبق من فضة فأفعل بها ما تشاء ، لن أهرب بعد اليوم ولن أختبئ بين السطور، وسأدعوك الآن للبكاء بين ذراعي ّ وعلى رقعة صدري ، لا داعي للاختباء ، لا داعي للاختباء .