رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
أشكر مداخلتك د.ناصر و أضيف هنا مقالا جديد ا يوضح كيف أن المسيحيين و المسلمين الفلسطينيين في المعاناة سواء.
رويترز 2009-5-19
يدمر جدار الفصل العنصري الذي تبنيه اسرائيل نسيج قرية عابود التي يسكنها مسلمون ومسيحيون في الضفة المحتلة ببطء ما يعطي مثلا جيدا على السبب وراء رغبة الولايات المتحدة في وقف بناء المستوطنات.
وتحول ثلث المساحات المفتوحة في قرية عابود الى منطقة عازلة. واقتلعت المئات من أشجار الزيتون من جذورها لافساح المجال لطريق ترابي مغلق بالسلك الشائك تحرسه دوريات للجيش الاسرائيلي. وتقع الاراضي التي تم الاستيلاء عليها وراء الجدار الاسرائيلي بامتداد الخط الاخضر لعام 1948 الذي كان يمثل ذات يوم الحدود الغربية للدولة العبرية. ويتعدى هذا الانبعاج على ستة كيلومترات داخل أراض فلسطينية محتلة من اجل حماية المستوطنتين اليهوديتين بيت ارييه وعوفاريم.
ويأمل الفلسطينيون أن يضغط الرئيس الاميركي باراك اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مطلبهم بإزالة المستوطنات ونقاط التفتيش والجدران والاسوار واقامة دولة مقابل السلام. ويلقي الاب فراس عريضة القس بابرشية عابود باللائمة على الجدار الاسرائيلي العازل في تقلص دخل المجتمع المسيحي واجبار 34 أسرة من اتباع الابرشية على الرحيل منذ عام 2000 بحثا عن مزيد من الامن والاستقرار.
وقال عريضة ان المشكلة الاكبر هي انهم خسروا أرضهم كما أن أشجار الزيتون الخاصة بهم اقتلعت وهذا بدوره حرمهم من مصدر رزقهم. وقف الاخوة جورج وفرنسيس وخليل فواضلة يرقبون بلا حول ولا قوة اقتلاع 117 شجرة من جذورها امتلكتها أسرتهم لاجيال اوائل العام الماضي. ولم يتبق لهم الان سوى 26 شجرة ويخشون من تدميرها ايضا.
وقال جورج فواضلة وهو كاثوليكي "شعرت أنني أصبت بجلطة في المخ...هذه أرضنا. حين اقتلعوا الاشجار كانت هذه كارثة حلت علينا". ويقول الاب عريضة ان نحو 70 أسرة مسيحية تمتلك أراضي في المنطقة العازلة. وفي حين بمقدورهم في الوقت الحالي الوصول الى أراضيهم من خلال فجوات مفتوحة على امتداد الطريق لرعاية أشجارهم او رعي ماشيتهم فانهم يخشون أن يتم عزلهم تماما ذات يوم.
وتقع عابود الى الشمال من القدس في محافظة رام الله. ويبلغ عدد سكانها 2200 نسمة نصفهم مسيحيون. وتدير الابرشية مدرسة تمتد الدراسة بها حتى الصف التاسع معظم تلاميذها من المسلمين. وقال الاب عريضة /34 عاما/ وهو ناظر المدرسة ان المسلمين والمسيحيين يعيشون معا على جميع الاصعدة كبلدة متحدة كفلسطينيين يعيشون مع بعضهم البعض في تناغم.
على الجانب الآخر من فناء صغير يقع مبنى يضم الكنيسة ومكتب ومسكن عريضة. الكنيسة مزينة بشكل جميل وهادئة في تناقض حاد مع مكتبه الذي يعج بالنشاط. وقال عريضة انه في عابود يعمل القس للجميع ولا توجد استثناءات فهو موجود ليس للمسيحيين فحسب بل للمسلمين ايضا.
لكن الوجود المسيحي في عابود في تراجع مثلما يحدث في كل انحاء الضفة. والسبب الرئيسي الذي يذكرونه لهذا هو الاحتلال الاسرائيلي والقيود الامنية التي يفرضها ما يعيق الاقتصاد ويحد من الفرص. ويقول فلسطينيون ان الجدار العازل البالغ طوله 720 كيلومترا وبدأت اسرائيل بناءه عام 2002 هو استيلاء صريح على الارض. وتقول اسرائيل انه اجراء أمني مؤقت ساعد في خفض الهجمات الانتحارية الفلسطينية خفضا حادا وحافظ على أمان مدنها.
وقدمت قرية عابود طعنا ضد انشاء الطريق الترابي المغلق بالاسلاك الشائكة امام المحكمة الاسرائيلية العليا عام 2006 لكن التماسها رفض.
ويدعي الجيش الاسرائيلي ان الجدار يحاول الموازنة بين الاحتياجات الامنية "ورغبة اسرائيل في الحد الى أقصى درجة ممكنة من أي ارباك لنوعية حياة السكان الفلسطينيين". ويشير الى الاستنتاج الذي خلصت اليه المحكمة بأن "مسار الجدار الامني (في عابود) بني الى أقصى حد ممكن على أراض تابعة للدولة الاسرائيلية وبالقرب من مجتمعات اسرائيلية"، حسب زعم جيش الاحتلال.
وأثار الأب عريضة القضية مع الفاتيكان وأدلى بشهادته امام لجنة فرعية بالكونجرس الاميركي. وقام عدة أعضاء بمجلس الشيوخ الاميركي بينهم باتريك ليهي بزيارة عابود حتى الآن دون تحقيق اي تغيير على الارض. لكن القس ينوي مواصلة الكفاح من أجل حقوق شعبه مسلمين ومسيحيين على حد سواء وقال انه يجب أن يدافع صوت الكنيسة عن الضحايا.
|