رد: حين نعتاد الكوارث وتموت فينا المروءة/ قضية مفتوحة للنقاش بين الأعضاء
[align=justify]
أختي الغالية الأستاذة هدى .. حياك الله و رعاك و شكرا على هذا الموضوع الذي يهم المسلم ككل لأنه عماد من أعمدة هويته و شخصيته التي عرف بها منذ فجر الإسلام ..
ربما لا نستغرب لوقف الأمة اليوم و هي تتفرج مع المتفرجين على ما ينتهك من حرمتها و ما يستباح من أعراضها .. وقد يتساءل سائل : كيف وصلت الأمة إلى هذا المستوى من الانحطاط الخلقي و المعنوي فلم تصر قادرة حتى تغيير المنكر ولو بأضعف الإيمان ؟ قد يجيبك مجيب : إن هذا نتيجة ما تتعرض له الأمة من بطش ولاتها الذي يفوق بطش العدو كما و كيفا .. حسنا .. نطرح السؤال التالي : كيف تغلغل الخوف إلى النفوس حتى النخاع و استكان أفراد الأمة إلى الذل و المسكنة مستسلمين للمهانة ، بينما كان أسلافنا يتعرضون لشتى أنواع التنكيل و التعذيب فيصبرون و يقاومون حتى يستشهدون أو يحيون حتى يروا ثمار تضحياتهم ؟ .. و الحقيقة التي لا مراء فيها هي اننا نسينا نقولة : كيفما تكونوا يولى عليكم .
في رأيي المتواضع ، فإن الانغماس في الملذات و الابتعاد عما جاء في كتاب الله من أحكام و أوامر و نواهي كانت السبب الأهم في الخذلان الذي نشعر به .. ثم إن انكفاء كل واحد على نفسه و تفكيره فقط في مصلحته الخاصة جعلت الأنانية تسري في العروق مسرى الدم .. ويكفي أن نقول إن بذرة انتفاء البر و الإحسان بالأقارب و الجار قد جعلها تنبت و تترعرع فتسود اللامبالاة و يمتد ذلك إلى باقي أفراد الأمة ويصير أي عدوان عليها لا يثير فينا غيرة و لا حمية ..
وقد تكون هناك عوامل أخرى تتمثل في انعدام المبادئ و طغيان الجشع الذي يجعل الطريق إلى الخيانة سهلا .. فيخون المرء أمته و يوالي العدو على إخوته سعيا وراء مآرب شخصية ..
هذا باختصار ما أراه كجواب على سؤالك أختي الكريمة : ماالذي أوصلنا إلى هذه الهاوية السحيقة ؟
أرجو أن أكون وفقت في طرح وجهة نظري ولو باقتضاب .
شكرا و دامت لك مودتي .
[/align]
|