11 / 04 / 2016, 30 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
الفصائل المتطرفة وأبلسة أهل السُنَّة واستهدافهم
[align=justify] استهلال لا بدّ منه
تحية عروبية أصيلة صادقة طيبة
كثيراً ما فكرت البدء بهذه الدراسة من خلال ما بين يدي من مراجع من جهة ولاطلاعي بحكم صلتي بلجان حقوق الإنسان وحضوري كثير من المؤتمرات والندوات في شمال أميركا وما يترافق من النقاشات والحوارات في هذا الجزء من العالم القريب جغرافياً من مركز القرار العالمي.
دائماً ما كنت أخشى واؤجل خوفاً مما يحيط بمثل هذه الدراسات من أحكام مسبقة بالكراهية للكاتب واتهامه بإثارة العصبيات والنعرات وأو الضرب على أوتار الطائفية والعرقية والمذهبية خصوصاً لو كان ينتمي لأهل الدين والمذهب المستهدف إلخ..
كثير من الناس والأصدقاء اللذين أحببتهم من قلبي وما زلت، ذقت طعم عداوتهم وإن مستترة إلى حدا ما وظاهرة في مناحي أخرى لمجرد أن تألمت على أكبر مأساة إنسانية وذرفت أحرفي بعض الدمع وخبأت معظمه على ضحايا يربطني بهم العرق والقومية والدين والمذهب والبقعة الجغرافية، على الرغم من يقيني أني كنت تألمت بنفس القدر لو كانوا من بقاع وطوائف وأعراق مختلفة ، فالإنسانية هي الإنسانية والرحمة هي الرحمة... والشعور الإنساني بما فيه من الرحمة والشفقة والعطف على الضعيف ومناصرته، شعور إنساني مجرد غير منحاز لا تداخله العنصرية ولا صلة لها به لا من قريب ولا من بعيد، الكرامة هي الإضافة الوحيدة التي تتأثر بمدى قرب الضحية من منظومتنا العرقية والدينية والاجتماعية.
لماذا أبدأ الدراسة إذا؟
هو الواجب الذي لا يرتبط بهذه العنصرية التي يفترضها البعض، فلو نجح ما يحيط بالأكثرية فسيأت دور الأقليات بسهولة، فهذا مبدأ ونهج استعماري أساسي ورحم الله من قال: (( أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض )).
من يقدم دراسة ما لا بدّ أن يقف على مسافة من المشهد تتيح له أن يكون حيادياً منطقياً وإلا سقط في المحظور ، وما أتمناه أن أتحلى بهذه الحيادية المنطقية وهذا ما آمل وأرجو أن أقوم به.
الدين من وجهة نظري تنظيم مفهوم العبادة والصلة بين الخالق والمخلوق ويفترض ما دمنا أسوياء وعلى قدر كاف من الثقافة ألاّ تتحول لطائفية بغيضة ومذهبية مريضة واصطفافات مقيتة ما أنزل الله بها من سلطان..
ما زلت أؤمن بأن التدين والتعصب ضدان ونقيضان لا يجتمعان، فالإيمان مصدره النور والسلام والمحبة.. الله سبحانه مصدر المحبة والنور والكمال، بينما التعصب مصدره الظلام والكراهية والنقص البشري وصولاً لسفك الدماء.. ولا بد أن يكون مصدر هذا التعصب الشيطان والنقص بما يرمز إليه في مختلف الديانات.
لا يوجد دين على وجه الأرض يدعو للكراهية، حتى في الديانات البدائية والفلسفية وغير السماوية...
الدين إيمان والإيمان محبة ومن يحب لا يجيد الكراهية ، وما زلت أؤمن بأن من يغتسل بنور المحبة الإلهي وتحلق روحه في سلام ملكوته لا يتسع قلبه لغير المحبة كما يقول ابن عربي:
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ
رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
التعصب مرض بشري معدي وآفة سرطانية متصلة بغريزة الأنا في توحشها، ولهذا نجد التعصب على طرف يولد التعصب على الطرف الآخر - وهنا أساس كل الشرور- وعليه وقف رسولنا صلى الله عليه وسلم ضد العصبية وحاربها بمختلف وجوهها قائلا:
(( الناس سواسية كأسنان المشط )).
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|