عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 04 / 2016, 27 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

بلاش تبوسني في عينيّ

بلاش تبوسني في عينيّ

كيف لي أن أشرح لكِ ما يعتملُ في أعماقي، نحن على بعد مدارات أحدنا عن الآخر! أنتِ تنتمين لكوكبٍ لا يتوانى لحظة عن القفز في السرير ربّما بعد اللقاء الأوّل أو الثاني، وأنا أقرأ الطالع، وأستشير قلبي هل تستحقّ هاته التي تقف أمامي عناء القبل.

مسكون بأوتار العود التي تئنّ ولا تنقطع، أنت لا تعرفين كيف تنساب أنغام العود دون أن تنتظر إذنًا، تجد طريقها بيسر إلى ثنايا الروح المعذّبة، فيحلّ ضيفًا عزيزًا قي المنازل والمقاهي والنوادي. لكلّ هذا لا أسارع لخطف قبلة وأنتِ تغلقين عينيك على أهبة الاستعداد للقفز بين أحضاني.

مسكونٌ بهاجس العشق القابع خلف القافية بأنّة وشهقة. الفارق الزمني ما بينهما رفيع يكاد ينقطع بلحظ العين يا سيدتي. أتعتقدين أنّ الرجل في ذاتي قد نام أو احتضر؟ لا، بل استيقظ على حين غفلة ليرى أمامه أيقونة قدّت من بحر جنوبيّ هائج، هونّي عليك، امهليني بعض الوقت لأجمع شتاتي وأمضي نحوك أنتِ القريبة كموجة، أنتِ البعيدة كقمر أطفأ للتوّ مشاعله.

مسكونٌ باللحظة التالية التي لا تنقطع حين تلتقي الشفاه في صلاة أبدية، وانعتاق من النهار يا أنتِ التي جمعت في كفّيها عبق الندى وصدى المحار والحنّاء رائحته تحيي الموتى. أخشى أن أمضي أبعد من عينيك بهدبٍ، أخشى عليك من قطرة مطر ملوّثة، أخشى عليك من رجع الهوى، أخشى عليك..

أنا أعرف أقصر الطرق إلمؤدية إلى وهج الحياة ولكنّي، وضعت عصابة على عينيّ، أمسكت طرف ثوبك وسرت نحو الفجر وحدائق الياسمين تتفتّح في الأنحاء تنشر عبقها وأريجها، مررت بطرف أصابعي على جدائلك، فتناثر بين يديّ الحرير.

اقتربت أكثر فأكثر، شهق العود من جديد ورفع العندليب صوته، وعصير العنب في فمي سال والقمر خلع ثوبه الأسمر، أشعل شموعه وفي الأفق وعودٌ بمزيد من القبل.
وفي أذنيها غنّيت:


بلاش تبوسني في عينيّ دي البوسة في العين تفرّق
يمكن في يوم ترجع لي والقلب حلمه يتحقق.
خلّ الوداع من غير قبل علشان يكون عندي أمل
وبلاش تبوسني في عيني

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس