الموضوع: أقلام الطريق
عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 05 / 2016, 28 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
بشرى كمال
كاتب نور أدبي ينشط
 





بشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

أقلام الطريق

القلم الأول

أولادي أولادي أولادي... لا أنفك أفكر فيهما: أولادي والموت. أولادي أولادي...أريد أن أموت. أولادي أولادي...أريد أن أموت. الآن أنا أكثر هدوء. لا تريد فكرة الموت أن تزول. تسيطر بالكامل على عقلي. أريد أن أموت...أريد أن ألحق بأولادي. أنا طبعا مؤمنة ...ولن أنتحر، لأني لو رميت بنفسي من هذا الجسر فسأرتمي في الجحيم مباشرة، لكن فكرة الموت تلاحقني. وأجدني في كل مرة أنظر إلى المياه الجارية من عل. أولادي أولادي... وأنظر إلى زوجي:" أشتاق إلى أولادي... أشتاق إليهم بحرارة غريبة تقطع أنفاسي، وتشتت أفكاري، وتضرب جسدي بخناجر. ...أمين أحلام سمير أحمد عصام. يا أولادي يا فلذات كبدي". وتنظر إلي أمي بحسرة. "لكن سمير وأحمد وعصام ليسوا أولادك." "حقا ليسوا أولادي‼ فلماذا أنادي عليهم؟" فيجيبها زوجي:" إنهم أصدقاء ابننا أمين.هم أيضا احترقوا في الحافلة."
الآن أنا أكثر هدوء. أستطيع أن أتحمل كلمة احترقوا لـ.... لكن لا أستطيع أن أبقى مكاني...يرميني بيتي إلى الخارج، وتتقاذفني الطريق إلى الجسر، ويسعى الجسر دائما أن يرمي بي في النهر. وأتراجع عندما تصفعني الريح. أولادي أراهم في كل مكان... أتبعهم ... ألاحقهم ...أركض وراءهم. أخلى زوجي البيت من كل أغراضهم، غير أن أولادي في عقلي ليسوا في البيت. وانتقلنا إلى بيت آخر. ومازلت آكل أو لا آكل معهم... وأشرب أو لا أشرب معهم... وأنام أو لا أنام معهم.... وأبكي أبكي أبكي..."اشتقت إليك يا حبيبي أمين ...اشتقت إليك حبيبتي أحلام".
يلفني الليل يلاحقني في كل مكان. لا أرى شيئا سوى الظلام. ويستقبلني الجسر في اليوم مرات عديدة، ويصفعني ريحه وهو حد جنوني. لا أستطيع أن أنزل إلى الأسفل...وسط الماء سيستقبلني النار و الجحيم. وأنا أخاف من عذاب الخالق. دخل شيء ما في صندلي. "لقد خرجت مرة أخرى بصندل المنزل ! ما هذا الشيء ؟ قلم؟ إنه قلم حبر جاف. فضي اللون. ما أجمله...وما أثقله!! لقد نقش عليه شيء ما .. أ...ق...لا....م ....أقلام ظريف ...أقلام طريف....نعم أقلام الطريق. جيد .... مذكرات ابني على قلبي. سأكتب رسالة إليه...هاهي." جلست في ركن هناك، وفتحت صفحة بيضاء ." سأكتب إليه ...ابني حبيبي. سأكتب إليه ...اشتقت إليك ...سأكتب إليه... لماذا هذا القلم يتحرك في يدي ولا يكتب ما أريد... ماذا كتبت هنا؟ "...أريد... شربة... ماء". لا لا...ما هذا الذي أريد أن أكتبه . أريد أن أكلم صغيري. أريد أن أخط رسالة من أجله..." أريد شربة ماء". ما الذي يكتبه هذا القلم المجنون مثلي. خطفت يدي و إذا بالقلم يتحرك وحده. ماذا يكتب؟؟" أريد شربة ماء... شربة ماء...شربة ماء..."

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
بشرى كمال غير متصل   رد مع اقتباس