30 / 05 / 2016, 12 : 03 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
كاتب نور أدبي ينشط
|
رد: أقلام الطريق
القلم الثاني
شربة ماء ... شربة ماء ... جف حلقي...وتشققت شفتاي...هذه الصحراء الشاسعة لا تنتهي... كرهت اليوم الذي فكرت فيه بمغامرة في الصحراء. أحتاج فقط إلى قليل من الماء لتستمر حياتي . حققت هدفي أخيرا... لم أعد أتألم من هجران زوجتي...لم تعد تلاحقني نظراتها ...لم تعد تقتلني نظرات أطفالي الخائفين. لم يعد يسحقني فزعي ،عندما أفتح عيني في الصباح، من أكون قد فعلت كارثة أخرى بزوجتي وأطفالي ،أو غرست سكينا في أحدهم، أو حطمت مقدمة متجر، أو نمت متهالكا على إسفلت وراء القضبان ينخر البرد جسدي. لم تنزل قطرة نبيذ في حلقي منذ أيام ... ستفخر بك أمك يا جون. ومع ذلك أظنني ثملا...كل شيء يهتز أمامي، ووعيي أحمله قليلا ثم يعود ليسقط مني في رمال الصحراء،وأبحث عنه وأحمله من جديد. لم تعد قدماي تحملاني أيضا. أحتاج شربة ماء لتغير مستقبلي. سأخاصم الموت، وأعانق الحياة بكل قوتي. سيكون إسعاد زوجتي وأعزائي هو مغامرتي الدائمة. سأعود إلى أصدقائي...سأفتح مكتبي. لن أكون جون الفاشل أبدا!لن أكونه أبدا! فقط بعض الماء يعيد لي الحياة.
ودخل شيء ما في حذائي الرياضي... "متى فتح فمه كأنما ضرب بسكين! ما هذا؟ إنه قلم حبر جاف. ملمسه يوحي بنقش ما ...لا يمكنني القراءة ..."
أخذت القلم وانكببت على فخذي. ما من شيء أكتب عليه. ليس هناك سوى رمال الصحراء وثيابي المتهالكة. سقط كل شيء مني في الطريق. سيقرؤون ما كتبت. سأطلب منهم السماح. كنت أحلم أن أغير حياتي ومستقبلي. ..."زوجتي العزيزة ...أبنائي الأعزاء "..."الكل حاضر اليوم" لا لا ما هذا الذي أريد أن أكتبه ..."سامحيني عزيزتي" لكن القلم يكتب شيئا آخر لعلني أحلم "الكل حاضر اليوم." لا لا لا أريد كتابة هذا أنا في كامل وعيي "الكل حاضر اليوم" ما لهذا القلم الفاشل مثلي‼"
|
|
|
|