[عزة عامر]

جزيت كل الخير على موضوعك القيم ولكن هناك ايات توضح ان سيدنا عيسى لم يتوفى الوفاة الصغرى ( النوم ) كما انه ايضا لم يتوفى الوفاة الكبرى ( الموت ) لقوله عز وجل ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قولته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم إنك على كل شيء شهيد )) وهنا الأية توضح الحوار الذي دار بين الله عز وجل وسيدنا عيسى بعد وفاته وليس الوفاة بمعني الموت ولكن الوفاة بمعنى أنه استوفى مدته التي كتبها الله له على الأرض حيث قال ( فلما توفيتني ) أي استوفيت الوقت المقرر لي أن امكثه في الأرض لقوله تعالى ايضا ( وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) أي رفعه حيا به حياة لم يكن متوفيا بفعل القتل أو بفعل النوم ولولا ذلك ما وجد الحوار وإن كان الحوار يقصد به ما سوف يقال يوم القيامة لما قال فلما (توفيتني كنت انت الرقيب عليهم ) وذلك في الوفاة الأولى التى عبدوه بعدها أما بعد نزول سيدنا عيسى مرة أخرى فسوف يدعو إلى الإسلام ويقر باسلامه وايمانه بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا مجال في البعثة الثانية إلى الأرض لعبادته مرة أخرى ولأن مهمته في المرة الثانية ليست الدعوة إلى المسيحية بل سيكون من المؤمنين واتباعه أيضا في اخر الزمان ، ايضا في الحديث الذي يوضح مكان وكيفية نزول سيدنا عيسى عليه السلام ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضاعا كفية على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه تحدر منه جومان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه الا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ( رواه مسلم) وهنا يوضح الحديث نزول سيدنا عيسى حي حياة تامة ليس مقتولا يحيه الله بعد نزوله ولا نائما يوقظه حين ينزل بل حي واضعا كفيه على جناح ملكين ،وقد رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به سيدنا يحيي وسيدنا عيسى في السماء الثانية وفي الحديث ( ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم السماء الثانية ليلتقي بعيسى ويحيي عليهما السلام فاستقبلاه أحسن استقبال وقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ) وفي ذلك دلالة على حياة سيدنا عيسى حياة تامة فلم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نائما في رؤية ليلة اسري به بل كان هو الأخر حيا مستيقظا بجسده اسري به وعرج به إلى السماء هذا ما استند عليه في تحليلي الشخصي والله أعلى وأعلم .