[عزة عامر]

[align=justify]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب [align=justify]في سلسلة نبضاتنا الدافئة الشاعر طلعت سقيرق وأنا .. ما انتحل من رسائلي فيها وما لم يسرق .. ربما أو هذا ما أرجوه !.. كتبنا عن كل شيء وفي كل شيء.. تألمنا إنسانياً وتوجعنا، فطينتنا إنسانية لا بشرية.. لا نعرف ولا نفهم ولا نجيد إلا الطيبة والصفاء تجاه الجميع.. كتبنا هو وأنا عن طفولتنا الأزلية وكيف يصطدم الطفل فينا بخبث الكبار .. الكبار بسواد قلوبهم... حقد.. كراهية.. حسد .. لصوصية فكرية.. تقمص لشخصية من يبغضونه لشدة سواد أنفسهم.. وكانت رسالته ورساتي في الرد عليها كما جرت العادة في سلسلة نبضاتنا الدافئة ووضع هو عنوان الرسالة: (( زمن الكلاب الضالة !! )) هذه الرسالة في حينها حكت قصة من قصص السواد عند كثر ، والتشوه النفسي ومن يصاب به .. الرسالة أتى أوانها مجدداً وكأنها كتبت كما كتبت في الماضي تصلح حاضراً أيضاً.. وتبقى هذه النفوس المجنونة بشرورها نكتشف منها المزيد بين الحين والآخر!.. أنا لا أسمح أن يجرني أحداً لمنطقة السواد والعفن ، وسأبقى كما أنا.. أعيش وأموت كما أنا ، في صدري قلب طفل عامر بالصدق والمحبة والطيبة .. كم من الأقنعة تسقط وكم في البشرية من زيف وكم من زيف البشر ليس أكثر من أفاعي تتستر بقناع إنسان ، وكم من البشر من يظن أنه لا يمكن أن يبيض صفحاته سوى بتسويد صفحات الآخرين ولا يعجبه أن يمتلك سوى ما بيد غيره.. ما أكثرها الأمراض النفسية وكم نتحمل منهم وكم يحملون على كواهلهم من كراهية لا تعرف إلا السواد مستذئبة تتستر بقناع هش!... رغم كل الألم والإساءات والصدمات أحمد الله وأشكر فضله على الروح النقية والقلب الطفولي الذي لا يعرف غير المحبة... كل شيء هدية لنا حتى الإساءة.. يكفي أنهم يحملون أوزارنا وينتظرون يوم حساب عسير .. فالله سبحانه ربّ قلوب وويل للنفوس المليئة بالكراهية التي تمشي في الإساءة لمن أحسنوا إليها... كنت طفلة القلب والروح.. وما زلت وسأموت بصفائي ومحبتي...[/align]

أستاذة هدى يشرفني أن أنضم بكل نبضة يطرق بها قلبي على أبواب الحياة النقية الطاهرة الخالية من كل الأحقاد والضغائن منذ طفولتي عمياء البراءة للحد الذي توهمت فيه أن الناس جميعهم يمتلؤن بالطيبة والحب والنقاء الروحي حتى وقع الواقع في شر أعماله لينكشف لي بعد عدة صدمات أنها كانت نظرتي وحدي وظني الذي خاب مما ألجمني سنوات عده أضربت فيها عن الكلام للحد الذي كدت أنساه من وقع صدماتي الشداد ، والحمد لله
على محاولات الأيام في اقناعي أنه بالفعل قطاع كبير من البشر يبدون بلا إنسانية لكن أيضا تكشف لي دون قصد منها في الزحام أنه ما زال هناك من يتمسك بقلبه وسمو مشاعره وانسانيته في خضم ذلك الشر العميق الذي يحيط بنا من كل جانب ، لأبقى دائما على يقين بوجود الخير مهما كان نادرا وأنه لم يخلق ليكون كتلة واحدة في بقعة من بقاع الأرض دون سواها ، إنما تقتضي الحكمة أن يبقى منثورا بين الناس سائرا بصمت يقذف الطيب حيث أتى كما اللالئ في جوف البحر زينة في ظلمته لا يحصلون عليها بغير مكابدة ، وأشكر الأيام بعد الله أنها تبث لقلبي الشفاء رويدا رويدا كلما داهمه مرض الإبتئاس أن بعض المشاعر في زماننا فسدت للدرجة التي باتت معانيها لا تتعدى سوى مصطلحات مازالت اللغة تحتفظ بها في القاموس وربما تحولت بفعل البشر إلى معان أخرى لا ترقى لمرادفتها ( كالطيبة عبط ) (والشعور بالأخرين هبل وخيبه لم يعد احد يفكر هكذا ) ( كحوار من عمق القلب ربما يصحبه بعض دموع الصدق تمثيل او استهبال) ( كالوفاء ابتسامة ساخرة ثم صمت عقيم ) وكأنها لم تبقى قلوب ولم تبقى مشاعر ولم يبقى انسان على وجه البسيطة ) وتنتابني الحيرة والأسئلة فمن نحن نكون وماذا نفعل هنا ولا أجد الإجابة .. لكن كلماتك الليلة أنعشت روحي وشفت قلبي السقيم أن هناك ما زال الخير ومازال الحب ومازالت قلوب تنبض بالإنسان شكرا لك على كل ذلك الحب والخير والنقاء أسال الله أن يزيد من مثل تلك الشفافية وان يجمع الخير جله فيضيء به الأنسانية المظلمة من جديد ويجمع الشر جله فيركمه جميعا فيجعله حطاما طبت وطابت مقاصدك ودمت بكل خير.
[/align]