خيبة...
وقف مفكر كبير أمام جمهور غفير من الناس الذين احتشدوا لسماعه، ثم راح يلقي عليهم محاضرة بليغة حول السلام وفوائده..
أنصت الحاضرون بإعجاب شديد، وحين صاروا على وشك الاقتناع بكل ما صبَّه المفكر في عقولهم، هَدَرَتْ في الجو فجأة طائرة كبيرة، لها وجه قرصان ساخر وشرس، ثم بدأت تقصف مكان المحاضرة ومن فيه، بعنف وحقد..
تَدَافَعَ الحاضرون هاربين من مكان المحاضرة، وقد ركبهم جزعٌ شديد، وكلٌّ منهم يبحث عن ملجأ يختبئ فيه.. ولما لم يجدوا أيَّ ملجأ، وكان عددٌ كبير منهم قد مات، تدافع الباقون بخطوات حانقة، والحقد يبرق في عيونهم، ثم أحاطوا بالمفكر الكبير الذي صار صغيراً جداً، بفعل الخوف والخيبة والاستياء، ودون أي كلمة، انهالوا عليه يوسعونه ضرباً وركلاً..
نُشرت في صحيفة الجندي، بتاريخ 1983/4/19
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|