الموضوع: جدتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2016, 42 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: جدتي

نصٌّ آخر جميل،
ولكن..
إن سمحتِ لي، سألبس دور الناقد وأستعير لغته قليلاً لأقول:
طالما أنك تكتبين الشعر المنثور، فهذا يعني أنك متحررة من قيود الوزن والقافية الواحدة، وبالتالي، وبناء على هذا التحرر تعالي نعد إلى النص ونحرره من بعض الهَنات التي أتوهم أنه كان سيكون أفضل لو خلا منها..
قلتِ: (يا من بالفؤاد باقية ..)
وأرى أن من الأجمل لو قلتِ:
(يا مَن في الفؤاد باقية..)؟
لأن (في) تفيد الاستغراق بينما الباء تفيد الإلصاق.
وقلتِ: (يا بسمة الأيام..
يا خير الزمان ، يا طلع النخيل!!)
وأقول: ما هي الصلة بين بسمة الأيام وخير الزمان، وبين طلع النخيل؟!
وقلتِ: (جدتي..
يا صاحبة الطبائع الحسان ،
ذهب الحسان
..وصارت طبائعك رحيل..)
وأقول: ليتك استخدمتِ كلمة (الطِّباع) بدلاً من (الطبائع) لأن الأولى جمع كثرة والثانية جمع قلة..
ثم قلت (ذهب الحسان)، والصواب ((ذهبت الحسان).. حتى وإن كنتِ تقصدين بكلمة (الحِسان) صفة (الطبائع) هنا.
أما قولك (وصارت طبائعك رحيل)، فهل قصدتِ بها بعد رحيل الحسان صارت الطبائع رحيل؟
إن كان ذلك كذلك، فقد حدث تناقض في المعنى، ذلك أن رحيل الصفة وهي (الحسان) لا ينبغي أن يسبق رحيل الموصوف وهو (الطبائع)، وإلا تحوَّل المعنى إلى النقيض اي صار ذمّاً في هذا المقام، أو أنني فهمتُ قصدك على نحو غير صحيح..
وقلتِ: (وكيف يجرؤ الزمان ..
من درب الوداد ينتزع الدليل..
عقب الدليل ..)
يا عزيزتي.. طالما أننا نكتب شعراً منثوراً، فلا بأس أن نصوغ هذه السطور على النحو التالي، دون خوف من كسر وزن أو انحرافٍ عن قافية، وإلا صار ما نكتبه ها هنا سجعاً.. تعالي نَقُل مثلاً:
وكيف يجرؤ الزمان..
أن ينتزع الدليل من درب الوداد،
بعد الدليل..؟)
في وهمي أن هذه الصياغة أجمل.. لاسيما وأنَّ للوداد درباً واحدة وليست دروباً متعددة، ولكِ رأيكِ..
ثم ما دخل الثوب بكلمة كحيل، في قولك (يجر أذيال ذلك الثوب الكحيل..)، ولو على سبيل المجاز؟
لن أتابع أكثر.. وأرجو ألا يكون في هذا التشريح النقدي ما يُغضِب أو يثبِّط..
خصوصاً وأنني أراه لا ينتقص من جمالية النص الأصلية، بل يدعو إلى زيادتها..
تريدين الدليل..؟
نحن النقاد لا نُتعبُ أنفسنا في نقد نصٍّ لا يستأهل النقد.
ويلي.. يبدو أنني استعدتُ مشرطي من أخي الصالح وأنا لا أدري..
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس