|
صبرا وشارون..
العام الرابع والثلاثون.. شارون ارتكب مذبحة.. في منطقة كان اسمها صبرا وجارتها شاتيلا.. مخيمات، ضموا الشتات الفلسطيني
كان محمود يدون أشعار.. وناجي صديقه يحول كلماته رسومات.. تسخر من قصور العروبة.. وتحكي بقصائد غسان.. ميزات العيشة بالمخيمات..
كبرنا ياوطن.. وشارون رحل.. وتعاقب بارتكاب المذابح حكام.. ورتب.. لا الدم الفلسطيني برد.. ولا العربي .. انتقم..
كوهين.. وشاؤول.. عِزرا وحنانيا.. منحوهم أسماء جديدة.. وتغلغلوا بجسد العروبة.. وعقوبة العصيان.. تسريح من الحياة..
في الأزقة الضيقة حكاية مريم.. عِندما ذبح اليهود أخيها رأفت.. كانت تحتبئ في صندوق الكرتون.. تحت ملابس أُمها..
اختبأت ساعات ..بانتظار أخيها ورفاقه.. لكنها.. خرجت وحدها.. لم تُكمل لعبة التخفي.. وجدت الأرض حولها حمراء..
صار عُمر مريم أربعون نكسة.. في كُل نكسة ترص شمعة.. متوعدة المجرمين بالثأر.. واعِدة الأرض بالعودة..
العام الرابع والثلاثون.. في ذِكرى صبرا وشاتيلا.. لا داعي لتغيير الأسماء.. سُلطان مراد.. شمعون.. مُردخاي.. رومانيكو
محمد.. نزار.. آية الله.. عبد الرضا.. رسول.. أو ثائر.. تمتد رُقعة الأحمر.. خارج خريطتنا.. الجُرح ينزف..
إنهم يُعيدون تقسيم العروبة.. بأسمائهم.. لا بأسماء مُستعارة.. يرسمون حدود أمنهم.. بِجُثثِنا.. لا بِجُثث مجهولة النسب..
فرحنا.. الموت خطف شارون من مساحات مخيماتنا.. انحدر الزرقاوي.. ومصعب ومفلح..
ذهبت الكوندليزا مع الريح.. جاءتنا المطر.. بِحلفاءٍ ومماليك..
العام الرابع والثلاثون
صبرا وشاتيلا بالقلب.. ومع كل دقة نبض.. بيطرح الدم.. رسم جديد.. فوق أرصفة الشهادة..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|