رد: خريف مونتريال حلّ باكراً / هدى الخطيب
أختي أ. هدى نور الدين الخطيب..لكم تألمت حين قررت أن أفتح تلك النافذة ..وذلك الباب الذي جعلني أنشق رائحة الإحتراق في هواء حروفك ..وأمشي على تلك الشظايا التي تدمي القلب ..والعين ..إنفعلت بشدة بجانبك وشعرت بكل ما سطرت هنا.. وما بين السطور..وأقول لك أنا إنسان مثلك في ناحية أخرى من تلك الأرض البعيدة ..أتنفس أنفاسا تشبه أنفاسك إن لم تكن تطابقها ..وأعتصر عصرا ..ولا يكاد يسمع صراخي أحد ..وسوف تقولين عني مبالغة ..إن قلت لك لنفس الأسباب ..وأنتظر الحياة الحقيقية بفارغ صبري ..لألتقي مع من وجدت معهم المحبة الصادقة.. دون أسباب .. والنقاء الروحي..ثم أخذوها ورحلوا ..بكل معاني الحياة التي كنا نعرفها سالفا..ولم يعودوا ..إلى الأن وأكذب أكذب كثيرا ..وأعلم أني أكذب..حين أضع رأسي على وسادتي ..أمني نفسي بعودة الراحلين عني ..ولم أشعر للحظة أنهم رحلوا مني..سامحيني كان يجب علي أن أسد عليك منافذ حزنك وألمك ..وأفتح أبواب الأمل أمامك ..لكنك تهاديت على الجراح ..لكن سأهمس لك همسة وأذكريني .. حين تراودك أحزانك ..أقول وأعلم أننا من نراودها..إننا نحيا فقط على أمل اللقاء ..لم تكن لحظة رحيلهم ..هي أخر ما بيننا ..مازال بيننا لقاء انتظره بيقين فولاذي ..وذلك وعد الله لنا ..ونحن ننتظر ..ولكي لا يطول بنا عمر الإنتظار الثقيل .. فلابد وأن ننشغل عن ذلك الإنتظار.. بأحب الأعمال إلينا ..وإلى الله أيضا..وكما قال الأستاذ الصالح ..في الكتابة حياة ..وهي أحد سبلي إن لم تكن كلها ..وهو على حق ..فأفرغي كل ما يثقلك بها واخيرا..لا أدام الله لك حزنا..ولا هما ..وأعانك الله ..وفرج عنك ..وعنا.. وعن الجميع ما هو أعلم به ..وعلى أمل دائما نحيا ..جمعني الله ..وإياك في جنته ..كما جمعنا ها هنا على غير موعد ..تقبلي مروري ..ووافر محبتي ..ودعائي.
|