الموضوع: السمعة شيء مهم!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 09 / 2008, 31 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

السمعة شيء مهم!

صباح أمس وأنا أتصفح الجريدة صادفت عمودا جديدا لكاتبة مغربية شابة.
ابتدأت بالحديث عن بعض أحوال الدنيا بشكل عام ثم انتقلت للحديث عن نفسها وعن اعترافاتها بسلوكياتها المخجلة السابقة على صفحات بعض المجلات وفي برامج عرضت على الشاشة.
مراهقتها لم تمر بيسر فقد كانت مثيرة للمشاكل والصدامات وجرءتها تميزت بالسلبية و العدوانية وتلك الشفافية الفاضحة التي يصفق لها المتمردون على أعراف المجتمع و يبتعد عنها المتزنون و الراشدون.
تأسفت الكاتبة لما ورد منها سابقا و قالت أنها غيرت المدينة و المنهج و أنها بعمودها الجديد هذا ,في الجريدة جديدة بالنسبة لها أيضا ,ستحاول رسم صورة مستقلة عن ماضيها الموصوم بكليشيات لا تناسبها حاليا.
السمعة شيء مهم وهذه الصحافية رغم كونها مبتدئة فإنها سعت إلى تمزيق الخلفية الرمادية علانية قبل أن يلومها عليها أحد أو يحاسبها.
في إحد الأيام الدراسية حدثنا الأستاذ والكاتب هانس كالدنباخ Hans Kaldenbachمؤلف كتاب احترام!"!Respect"عن المواجهة بالذنب أو الخطأ في العرف الاجتماعي أو ثقافة المجتمع المتعارف عليها ثم في ثقافة الشارع المتمردة فذكر أنها بالنسبة للقسم الأول تتميز ب:
*الاعتذار
*التأسف
*الاعتراف بالذنب
*التبرير أو شرح الأسباب و الظروف .
* الوعد بعدم تكرير نفس التصرف.
أما بالنسبة للقسم الثاني أي عند المتمردين في ثقافة الشارع:
*عدم الاعتذار
*التنكر لما حدث
*إظهارالقوة أو التصرف بعدوانية
*الدفاع عن النفس باتهام الآخر
*لا وعد بالتوبة أو الإصلاح
الكاتبة تصرفت إذن حسب ما يرضي المجتمع لتمنح الرضا و ترمم سمعتها مجددا و هي حتما ستنجح في ذلك في المجتمع الهولندي لأنها سلكت النهج المقبول والمتعارف عليه ليكون لها ما سعت لأجله.
حتى في حالات الشخصيات المعروفة والمشهورة عالميا فإن نفس النهج أكسب أصحابه ود من حولهم فكانت خساراتهم أقل ضررا و أذكر هنا مثال العداء ة الأمريكية ماريون جونس التي أعادت ميدالياتها الأولمبية واعترفت بتناولها للمنشطات ما بين سنة 2000و 2001لتريح ضميرها .

مع أن الأمر أصعب و أعقد وأن المذنبين المشهورين مهما كبرت جرائهم في حق الآخرين فإنهم يحاولون إخماد نيرانها دون الاعتراف بها و قد يلجؤون إلى سلوك التمرد فيتنكرون و يستخدمون القوة التي لا تكون بالضرورة عنفا جسديا فالمال و السلطة أيضا يمكنهما أداء مهام مماثلة وتحقيق إرهاب أو إسكات يشبه ما يؤدي إليه العنف الجسدي تماما.
وإلا لما كانت قضايا إنسانية تظهر ،تحدث ضجة ثم ينساها الناس و تدفن ملفاتها دون أن نرى الجاني يحاكم أو يسقط و تنهار سمعته تماما.
لجعل الكلام أكثر وضوحا أستحضر هنا أمثلة مثل النفايات السامة في إفريقيا و من يدفنوها هناك و فضائح الساسة الأخلاقية و غير ذلك.
مهما تحرر المجتمع وأيا كان مذهبه فإن السمعة تظل مهمة وكل صدع يصيبها يؤثر في حياة المرء ؛تشويهها قد يكون مرادفا لتشويه حياة طبيعية أوإيقاف مسارناجح بأكمله فلا عجب أن يبذل المال و النفوذ في سبيل تحسينها إن عجزت عبارات التوبة أو الطيبة أومنعها الغرور وغيره من فعل ذلك.

Nassira


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس