رد: الرقبة العنيدة.....
مسكين ذلك المعذب برقبته..من الطبيعي أن يؤل حال اؤلئك الذين حظوا..بنشأة طيبة ..أصيلة.. وترسخ بدمائهم تلك الصفات المذكورة آنفا..ثم بعد ذلك يلهث ضعفهم..وراء الحياة بطرق غير مشروعة.. إلى ما آل إليه حال ذو الرقبة المقصوفة ذاك ..من حزن وإرهاق.. وتعاسة ..فهم في حيرتهم يترددون.. ما بين موروثاتهم التي لا تعرف سوى طريق الحق.. والعزة ..وبين الواقع الذي يعج بالطرقات الملتوية .. فإما حياة دنيئة ..وإما موت عزيز..
وما بين تهدل الرقبة.. وتصلبها باب للحياة المزيفة.. المزينة لضعاف النفوس ..يخرج منه الكثيرون ليبتاعوا الحياة بالدنية ..وتهدل الرقبة ..ولا يظل خلفه إلا صليب الرقبة يموت قبل موته بأزمان من الفقر والألم وقصر اليد.. وهؤلاء القلة القليلة الذي يعضون الشكيمة على مبادئهم وموروثاتهم من العزة والكبرياء ..أو ربما المنقرضة..غير أن البعض من أصحاب المبادئ ..الذين تخلوا عنها في لحظات ضعفهم.. واستسلموا لقتلها عمدا..تظل أشباح مبادئهم تراودهم ..وتعكر عليهم صفو تلك الحياة ..التي كانوا يحلمون بها.. ظانين أنهم سوف يصبحون سادة ..فاسترقتهم قبل أن يعبدوها (تعبيد)..فصار اؤلئك هم السادة العبيد..
تحية لإبداعك أستاذنا المبدع ..محمد توفيق الصواف قصة غاية فى الروعة ..عميقة المغزى..واقعية بكل ما تعنية الكلمة..وأما عن الدواء الذي أعطى إياه.. ليستريح من ألمه.. الذي استقر عند صدره..فأظن والله أعلم ..أنه منوم للضمير .. أرجو أن أكون قد وفقت في الظن..والتعبير ..تجاه القصة ..شكرا لك ، مرة ثانية ..أستاذنا.وتقبل وافر تقديري.
|