[align=justify]علامات الترقيم اصطلاحاتٌ كتابية لكلٍّ منها دلالته الخاصة، ومواضعه التي لا يصحُّ أن يُوضَعَ فيها غيره.. وهي، بهذا التوصيف، تُعَدُّ جزءاً من بناء النصوص، تُتَمِّمُ معناها وتُوضحُه وتعمل على إزالة الكثير من الالتباسات الدلالية في عبارات النصِّ وفقراته..، ولذلك لا يجوز الخطأ فيها..
ونظراً لكثرة الخطأ في استخدام علامات الترقيم، في النصوص التي تُنشَر، سواء في موقع (نور الأدب) أو في غيره، بسبب جهل بعض المؤلِّفِين بدلالاتها وقواعد استخدامها، جهلاً جزئياً حيناً، وتاماً في كثير من الأحيان، رأيتُ تقديم شرح موجز لأهم دلالات هذه العلامات وقواعد استخدامها على الوجه الصحيح، تَجَنُّباً لاستمرار الخطأ فيها من الناحية اللغوية، وتجنيباً لما يُسبِّبه هذا النوع من الأخطاء، وخصوصاً إذا كثُرَت، من تشويه لجمالية النصِّ الإبداعي، بشكل خاص، شعرياً كان أم نثرياً..[/align]
1) النقطة، وتُرسَم هكذا ( . ):
[align=justify]تُوضَع في نهاية الجملة التامَّة المعنى، للدلالة على تمام معناها، سواء كانت جملة قصيرة أم طويلة. مثل: [/align]
[align=justify]الطائرة أقلعتْ من المطار.
كان الجو صحواً.
كانت السماء صافية.[/align]
[align=justify]كما تُوضَعُ في نهاية عدد من الجمل القصيرة المتصلة المعنى والمفصولة بفواصل عادية أو منقوطة، للدلالة على تمام معناها جميعاً أيضاً، مثل:[/align]
[align=justify]ذهبتُ إلى السوق، وتجوَّلتُ فيه مع زوجتي، ثم اشترينا بعض الملابس والمأكولات؛ وفي ختام جولتنا، دخلنا إحدى الحدائق، وقضينا فيها وقتاً ممتعاً، قبل أن نعود إلى البيت.[/align]
2) الفاصلة العادية ( ، ):
[align=justify]هي من أهم علامات الترقيم وأكثرها استخداماً، ولها مواضع كثيرة، أهمها:
أ) بين الجمل القصيرة المتصلة المعنى، مثل: [/align]
[align=justify]قمتُ بدارسة نصِّكَ، ثم أنجزتُ تصحيح ما فيه من أخطاء، وقد صار الآن جاهزاً للطباعة والنشر..[/align]
[align=justify]ب) بين أجزاء الجملة المركبة وبخاصة قبل الحروف، مثل: لكن، أمَّا، إلا، إذا، إذ... الخ..[/align]
[align=justify]جاء جميع الطلاب إلى الصف، لكنَّ المدرس لم يأتِ.[/align]
[align=justify]سأزورك غداً، إلَّا إذا كنت مشغولاً، أو لا تريد..[/align]
[align=justify]ج) قبل جملة فرعية تأتي داخل جملة رئيسة وبعدها، مثل:[/align]
[align=justify]بمعونة اثنين، من الشبان الذين تطوعوا للمساعدة، صار كلُّ شيء جاهزاً..
لاشكَّ أنَّ البحثَ، ولاسيما في مجال علم اللغة، من أصعب أنواع التأليف..[/align]
[align=justify]د) بعد أدوات الجواب والنفي التي تأتي في صدر الجملة ردّاً على سؤال، مثل:[/align]
[align=justify]أقرأت الكتاب؟ نعم، قرأتُه..
هل أنجزتَ ما وعدتَ به؟ لا، لم أنجزه، لأنني نسيت الأمر كله..[/align]
[align=justify]ه) بعد المنادى الذي يأتي في صدر الجملة، غير مسبوق بأداة نداء، مثل:[/align]
[align=justify]سعيد..، أرجو منك تصحيح ما يعجُّ به نصُّكَ من أخطاء.[/align]
[align=justify]و) قبل المنادى وبعده، عندما يأتي في وسط الجملة مسبوقاً بأداة نداء، مثل: [/align]
[align=justify]اسمع، يا بُني، كلامَ معلمك..[/align]
[align=justify]ز) قبل كل معطوف في الجملة الواحدة، إن لم يكن مسبوقاً بواو العطف، مثل:[/align]
[align=justify]درستُ، اجتهدتُ، ذهبتُ إلى الامتحان ونجحت..[/align]
[align=justify]ح) قبل الجملة المعترضة وبعدها، كبديل عن علامة الاعتراض المعروفة (- -)، وغالباً ما تكون الجملة المحصورة بين فاصلتين، في مثل هذه الحال، جملة تفسيرية، غايتُها توضيح كلمة أو تعبير غامض يسبقها، مثل:[/align]
[align=justify]إن الأمور التي تحدث، وهي أمور سيئة، لا تُنبئ بخير..[/align]
[align=justify]كما يمكن أن تأتي الفاصلة كبديل للمعترضتين، حتى في مواقع الاعتراض المعروفة، مثل:[/align]
[align=justify]يُوصَف الخليفة عمر بن الخطاب، عليه السلام، بأنَّه من أعدل الخلفاء الراشدين.[/align]
3) الفاصلة المنقوطة ( ؛ )،
[align=justify]تُوضَع بين الجمل الطويلة المتصلة المعنى، والمُؤلَّفَة عادةً من جُمَلٍ قصيرة مفصولة بفواصل عادية.. مثل:[/align]
[align=justify]إن ما يجري على الساحة العربية الآن، من حروب بين العرب أنفسهم، يُعَدُّ كارثياً بكل معنى الكلمة؛ ذلك أنَّ هذه الحروب الناشبة بينهم، قد صرفتهم جميعاً عن عدوهم الأصلي إسرائيل الذي ينبغي أن يكونوا صفاً واحداً في مواجهته..[/align]
4) علامة الاستفهام ( ؟ )،
[align=justify]تُوضَع في نهاية الجملة الاستفهامية عادةً، مثل:[/align]
[align=justify]أين تابعتَ دراستكَ العليا؟
ما هي الشهادة التي حصلتَ عليها؟[/align]
5) علامة التعجُّب ( ! )،
[align=justify]تُوضَع بعد كلام فيه أمرٌ أو تَعَجُّبٌ أو نداء، مثل:[/align]
[align=justify]لا تهدر وقتكَ فيما لا نفع لكَ فيه!
ما أروعَ الصمت، عندما تخيب الظنون!
سيداتي وسادتي الحضور! الرجاء الانتباه![/align]
[align=justify]ويُمكن الجمعُ بين إشارتَي الاستفهام والتعجب، في نهاية الجملة الواحدة نفسها، لإبداء الدهشة مقترنةً باستفهام استنكاري غالباً، مثل:[/align]
[align=justify]أَيُعقَلُ أنْ يُسمَّى الدفاع عن الشعب والوطن إرهاباً؟![/align]
6) نُقطَتا القول ( : )، ولهما موضعان:
[align=justify]أ) بعد الكلمات الدالَّة على القول أو ما في معناه، مثل:[/align]
[align=justify]قال رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم: (المسلمُ مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده).[/align]
[align=justify]ب) في نهاية ما يحتاج إلى شرح وتفسير، مثل:[/align]
[align=justify]يتكَوَّن البيت الذي نسكنُه من ثلاث غرف مُستخدَمةٍ على النحو التالي: غرفة طعام، غرفة نوم، غرفة جلوس..[/align]
[align=justify]د) في نهاية ما يُشير إلى تعداد، مثل:[/align]
[align=justify]يحتوي هذا الكتاب على: مقدمة وأربعة فصول وخاتمة..[/align]
7) علامَتا التنصيص أو الاقتباس اللتان تُرسمَان هكذا ( "....." )، وأحياناً هكذا (.....)،
[align=justify]كلا الرسمين يُستخدمان لأغراض من أهمها:
أ) نَقْلُ الشواهد الكلامية بنصِّها، دون أيِّ تغيير أو تعديل أو تَصَرُّف، أيّاً كان مصدر هذه الشواهد، كالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وأقوال العلماء والأدباء والنقاد وما شابه، مما يورده المؤلفون في ثنايا أبحاثهم وكتبهم ومقالاتهم...، مثل:[/align]
[align=justify]يقول الله تعالى، في كتابه العزيز: (إنَّ اللهَ وملائكته يصلُّون على النبي).[/align]
[align=justify]ب) أسماء الأعلام والكتب والمجلات والمؤسسات وما إلى ذلك.. مثل:[/align]
[align=justify]وذكر (عباس محمود العقاد)، في كتابه (عبقرية عُمر)، أنَّ (...............).
وقد ورد هذا الخبر في صحيفة (الأهرام) المصرية..
نشر الشاعر (طلعت سقيرق) معظم قصائده، في موقع (نور الأدب). [/align]
8) النقاط الثلاث أو أكثر (...)،
[align=justify]تُستخدَم لعدة أغراض أهمها اثنان هما:
أ) تُوضَع في نهاية جملة أو جزء من جملة، للدلالة على أن الفكرة المعروضة فيها لم تنتهِ بعد، مثل:[/align]
[align=justify]إن ما يجري على الساحة العربية اليوم جزء من مخطط له عدة أهداف، من أهمها: تقسيم دول المنطقة إلى دويلات صغيرة وضعيفة، إثارة صراع دائم بين تلك الدويلات يُلهيها عن الصراع مجتمعةً مع إسرائيل، توفير الذرائع لقوى الاستعمار العالمي من أجل تبرير استمرار تدخلها في المنطقة ونهب ثرواتها... [/align]
[align=justify]ب) تُوضَع في نهاية جمل ناقصة عمداً، يُحبِّذُ المؤلِّف أن يُتِمَّها القارئ من عنده، مثل:[/align]
[align=justify]وعندما سألَ المريضُ الطبيبَ الذي وجهوه إليه، في معسكر أعدائه، عن الدواء المناسب لشفائه من مرضه، ابتسم ذلك الطبيب وقال: إنَّ دواءك هو...[/align]
[align=justify]9) المعترضتان ( - - )، [/align]
[align=justify]تُوضَعَان قبل الجملة الاعتراضية وبعدها، وهي الجملة التي تعترض بين مُتلازِمَين، مثل المبتدأ والخبر، أو الفعل والفاعل، أو فعل الشرط وجوابه، وما شابه؛ ويغلبُ أن تكون الجملة الاعتراضية جملة قسم أو دعاء أو تفسير... الخ، مثل:[/align]
[align=justify]اعلمْ – رحمكَ الله- أنَّ النظافةَ من الإيمان..
مَن يَخُن وطنَه – والعياذ بالله – يُحتقَرْ من أقرب الناس إليه وأحبّهم إلى قلبه..
الأدبُ – وأقصدُ الأدبَ الجميلَ المفيد – عملٌ جليلٌ يستحق صاحبُه الثناء والاحترام..[/align]
[align=justify]مع تحياتي للجميع، وتمنياتي لهم بالنجاح الدائم..[/align]
[align=justify]ملاحظة هامة:
يُرجى مِمَّن يجد في هذه القواعد خطأً أو نقصاً، أنْ يُرشدني إليه لتدراكه، وشكراً لمن أهدى إليَّ أخطائي..[/align]