[align=justify]تحياتي لك أديبنا العزيز أستاذ توفيق
أشكرك لاختيارك وضع قراءة لهذه القصيدة التي أجد فيها خير تعبير في ذكرى رحيل جسد وصوت شاعرنا الغالي عن هذا العالم الفاني ...
دعني أصدقك القول أو أشكو لك وأنت الأخ والصديق لطلعت الإنسان والشاعر والأديب الموسوعي..
أنا اليوم في قمّة الإحباط ، وقراءتك المتعمقة الإنسانية المتميزة جاءت بالنسبة لي نسيم عليل أزاح عني كثيراً من التوتر والإحباط الذي أعانيه ..
الحقيقة أنا لم أنس القصيدة حتى أتذكرها ؛ فأنا أحفظ معظم قصائد طلعت عن ظهر قلب وهي على لساني دائماً، ولا يطربني شيء في الدنيا ، لا شعر ولا موسيقى ولا حتى أغاني فيروز التي ترافق حتى نغمة هاتفي كما يطربني شعر طلعت ؛ فهذا المبدع بالنسبة لي وبرأيي وبمعزل عن القرب والقرابة : فلتة شعرية لا تتكرر كثيراً...
عيبه الوحيد - إذا جاز أن نسمي هذا عيباً - أنه لم ينتسب لفصائل وأحزاب و لم يتبع زعماء يتزلف لهم إلخ .. يدعمون شعره وإبداعه المذهل كما دعموا وعملقوا من كان أقل منه إبداعاً بمراحل ، كما تعرف أستاذ توفيق وأنت كنت له الأخ والصديق ؛ طلعت لم ينتسب سوى لفلسطين وسورية الأرض والوطن والإنسان .. لقضية نبيلة أعطاها ولم يأخذ ولم يتاجر بها كما تاجر سواه من شعراء الأحزاب والفصائل.. وما أكثرهم !...
قد تسأل لماذ أشعر اليوم تحديداً بالإحباط؟!..
في هذه الذكرى الأليمة لم أجد ما كنت أتوقع وأمني النفس ، من كثر ادعوا أنهم أحبوه !..
أنا لا يقتلني شيء في الدنيا كما يقتلني انعدام الوفاء عند كثير من الناس في هذا الزمان ؛ وربما في كل زمن! ...
كثر توقعت منهم أن يكتبوا للمناسبة .. أن يتذكروا هذا الإنسان الرائع في إنسانيته.. الشاعر والصديق الوفي الذي كان دوماً أميناً بصداقته ومحبته..
لن أذكر لك أسماء هنا على العام، فأنا حدثتك كثيراً على الهاتف برأيي وانطباعي تجاه البعض..
أيضاً.. أين من تسلقوا على اسمه ومن لطالما دعمهم وأجهد نفسه من أجلهم؟!!..
هذا هو الجواب حين دق طلعت الباب وجاء الجواب فجاً ... وهذا هو أحد أسباب اختياري للقصيدة هذه تحديداً في هذه المناسبة وعزف الناي الحزين!..
أنا أكتب بالانكليزية في صحيفة هيرولد ومجلات أخرى ، كتبت مقالات وقصص مرّ عليها أكثر من عشر سنوات ، ما زلت ألتق من يذكروها لي بمحبة وتقدير!!..
لماذا نحن العرب معظمنا نسي الوفاء؟
طلعت كان في حياته شاعري المفضل وقريبي الأعز وصديقي الأقرب، ومنذ رحل انتقل إلى داخل نفسي وروحي ، وبتّ أحتضن ذاته في ذاتي وروحه في روحي - تماماً مثل أبي وأمّي وعمي يحيى وعمتي ؛ انتقلوا جميعاً من أحبة لهم كياناتهم الخارجية الحبيبة المستقلّة عن كياني ، إلى ذوات تعيش في ذاتي، ولم يبق في الخارج سوى نعوشهم فوق كاهلي أنوء بحملها!...
قراءة رائعة أيها الإنسان الجميل المبدع والأديب والناقد المتميز
أتمنى من قلبي أن تشاركني في حواري المفتوح شعرياً مع الشاعر طلعت سقيرق ومن خلال شعره
بانتظارك ، وأعرف أنك ستختار أجمل ما كتب طلعت من شعر
تفضل دائماً أديبنا الرائع أعمق آيات تقديري واحترامي ووفائي لأدبك وشخصك النبيل العزيز[/align]