عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 10 / 2016, 25 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

مسارات نغمية في التجربة السقيرقية.

[align=justify]
حاولتُ من خلال هذه الدراسة المتواضعة ، أن أسلّط الضوء على ظاهرة تكاد تكون سقيرقية بامتياز ، ولكون الراحل الحي شاعرا فنّانا ، فقد نقل بحسّه المرهف وعبقريته المتفرّدة تجارب بعض الموسيقيين المجدّدين في المزج بين المقامات التي تبدو متنافرة ، متباعدة ، وبين بعض الإيقاعات المتباينة بين السرعة والبطء ، والرتابة والتنوّع ، وبين تمايز الطبقات الصوتية للحن الواحد ، بين الارتفاع والانخفاض ، والحدّة والنعومة .. وانطلاقا من هذا كلّه خاض الفقيد طلعت تجربة إبداعية تمثّلت في اعتماد تنوّع التفعيلات على مستوى بعض قصائده ، كما في (صرتُ في الخمسين) دون أن يُفقد قصيدته وحدة الشعور أو وحدة الخيال أوتجانس الإيقاع! فمثل هذه المحاولة تذكرنا بمحاولة السياب في ركوب البحور الممتزجة تبعا لمعادلة تحقّق الفرضية التي يقوم عليها الإطار الموسيقي للقصيدة فرضية ممكنة صحيحة ! لأنناحين نقرأ القصيدة في وحدتها، ونستأنس بقراءتها إلى آخرها، نكون قد قرأناها في إطارها التشكيلي الموسيقي لأنّ صورتها العروضية هي:
فاعلاتن فاعلاتُمفاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتُ مفاعلاتن
13
حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة = 13 حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة (في كل مقطع شعري):

صرتُفلخمْ سينَفتْت ئديقليلا
.................صارقلبي فضْضتنْوَ دمينخيلا
/0//0/0 /0//0/ //0//0/0 /0//0/0 /0//0/ //0//0/0
كما نلاحظ إمكانية قراءة التفعيلات على نحو آخر:
فاعلنْ مُتْفاعلن مُتَفاعلاتن...فاعلن متْفاعلن متَفاعلات

صرْتفلْ خمسينفتْ تئديقليلا...صارقلْ بيفضْضتنْ ودمينخيلا
أو :
فاعلن متْفاعلن فَعِلن فعولن...فاعلن متفاعلن فَعِلن فعولن
وهكذا مع هذا الإيقاع النغمي :
21
حرفا بين متحرّك وساكن في كل (شطر)..إذا أعدنا الأسطر إلى القالب التقليدي الذي يقوم على نظام الصدر والعجز!

حيث تناول البحور الصافية ، كالكامل ،أو الرجز ،أو المتقارب ،أو الرمل ، ثم مزج بين التفعيلة المتكررة في كلّ بحر : فالكامل بني على (متفاعلن) ، والرجز على (مستفعلن) ، والمتقارب على (فعولن) ،والرمل على (فاعلاتن)، مع جوازات هذه التفعيلات وتحويراتها المتعدّدة.. وبهذا وجد الشاعر آفاقا أرحب ومساحات أوسع للتعبير عن أحاسيسه المتدفّقة !ورغم اختلاف البحور ، لا تشعر بانكسار البناء ، أو تفكّك الشكل ، أو ضياع المنحنى الصوتي أو نشازه ! وتلك لعمري قدرة هائلة ، وتمكّن مكين من ناصية العروض بأضربه وعلله وجوازاته وزحافاته..
أما من ناحية وحدة القافية لكل مسار نغمي (إن صحّ هذا التوصيف)، فنجد الشاعر يختم كلّ تركيب لحني بنغمة واحدة جاءت على هذا الشكل (قليلا ، نخيلا ، قتيلا ، صهيلا......قليلا)على مسافة 12 (مسار نغمي)
وتفاوتت من حيث عدد التفعيلات ، بين ثلاث وأربع ، وعشر ..وهكذا ، أين تنوّعت بين الطول والقصر ، بحسب الصور ومتطلّبات رسمها..ولكي يحافظ على الجو الإيقاعي ( لموسيقى القصيدة) الخارجي ـــ وبما أنّ كثرة التنويع في القافية ، والتدوير في الوزن ، والمزج بين التفعيلات ، والسرعة والبطء في الإيقاع على امتداد جوازات التفعيلات وصيغها المختلفة قد تشوّش على المتلقي (السامع) الشكل العام للمسار النغمي ـ أعاد الشاعر نفس القافية (قليلا) في مواطن ثلاثة من القصيدة :

1 ـ في المدخل حيث قال:
صرتُ في الخمسينَ
فاتئدي قليلا...


2ـ وفي المنتصف قال:
كلما ذاب السؤالُ
يشدّني همس ٌ
فأضحك من نهاراتي وليلي
أرتجي حدّ الجواب ِ
فتهطل الدنيا
على سقف الأصابع عريها
وتمرّ في البال الظلالُ
وأنحني فوق الرصيف لعلّ َ
دقات الخطى تبني على حرف ِ
الشبابيك انتظارات ٍ
تطول إذا مررتُ
وتضحك الدنيا قليلا.


3 ـ وأخيرا في القفلة قال:
كي أحسّ بنبضة ٍ
تجتاح حرفي ...
ترجع الزمن الذي ولّى
قليلا...

وكأنّ الشاعر كيميائي يحضّر محلولا جديدا يمكن تناوله بطريقة أسهل وألذّ!!! ولاشك أنّ الشاعر كذلك تعمّد الهرمونية الشعرية فمازج بين تفعيلات متجانسة متقاربة ، مما أكسبها إيقاعا متميزا، لأنه لجأ أصلا إلى مبدإ التنويع لأنّ لذلك علاقة مباشرة بأوجه الدلالة...فحقّق التناظر والتناغم والتناسب وذلك يحسبُ له كلمسة إيقاعية فيها جمالية مقنّعة لا يمكن إدراكها إلا متذوّق فنّان!!!
رابط القصيدة (صرت في الخمسين) :http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=5088
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس