رد: في حقيقة الأمر نحن الأمّة الوحيدة التي لم تحصل فعلياً على استقلالها..!
الأستاذة هدى
تحية طيبة وبعد :
من الهلال الخصيب قدّمنا للعالم أول أبجدية ( الأبجدية السومرية ) ، وبنينا أقدم مدينة ( أريحا في فلسيطن ) وأنشئنا أول عاصمة وأقدمها على الإطلاق ( دمشق ) وكانت أول شريعة ( شريعة حمورابي ) وهي بالمناسبة أقدم من شريعة النبي موسى ( ع ) ، وأول العبادات المنظمة كانت في الهلال الخصيب ، وأيضاً أول التوحيد والديانات التوحيدية ، والهلال الخصيب كان موطئ قدم لكل الأنبياء والمرسلين وحتى الرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، كان له في تجارته مع الشام موطئ قدم وبعد الرسالة كان الإسراء والمعراج وقصتها معروفة .
وإن دّل على شيء فإنما يدّل على أهمية الهلال الخصيب ولو نظرّنا إلى الموقع الجغرافي المميز والهام إضافة لمخزونه الهائل من الثروات الباطنية ووجود نهر الفرات ودجلة إضافة لعدد جيد من الأنهار الداخلية ، تخيلوا معي لو اتحد ، وللأسف فقد تخيل الغرب ممثلاً ببريطانيا وفرنسا هذا الأمر في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر فبدأت المسألة الشرقية ، وبدأت المؤامرة تحاك ونحن نائمون.
وماذا أيضاً لو اتحدَّ وادي النيل ...
وماذا لو اتحدَّ المغرب العربي ...
وحزيرة العرب .
لكن !!
لماذا دائماً نحمل عدونا أسباب فشلنا ؟! ، لماذا نحن على حق؟ ... وهل نحن على حق؟ !!
هل كُنّا على حق في ثورة الشريف حسين ضد السلطنة العثمانية ( وأنتِ أستاذة التاريخ وتعلمين مراسلات حسين ميكماهون )؟ ...
هل كُنّا على حق في استلام أسير (أُسر في حرب فلسطين هو ومجموعته في الفالوجة بجنوب فلسطين ) الحكم في مصر وجعلناه زعيم الأمة العربية ، هل هناك أمة في العالم تولي أسير حرب الحكم؟ ....
لماذا لا ننظر للجانب المشرق بالحضارة الغربية؟ ...
لماذا؟
عندما كانت الصحراء المغربية بيد الإسبان ، لم يطالب بها أحد ، وعندما انسحبت تقاتل المغرب والجزائر عليها، لماذا؟...
تخيّلت مرّة أن تنسحب اسبانيا من سبتة ومليلة ، وقتها سيتقاتل من أجلها المغرب والجزائر وربّما تطالب بها تونس الخضراء ... أمّا الآن فهي بيد أمينة! ...
الغرب يعاملنا كأعداء وأمة واحدة ويخاف من أي حركة تنهض بنا بكل المجالات ، وخوفه مشروع لأنّه ببساطة يعلم أن أي نهوض سيقلب المعادلة كلها.
لكن ألسنا نحن من نعطيه الذريعة ، ماذا لو لم يحتل صدام الكويت؟ ، ماذا لو أنّه احتل الأردن واجتّاح الضفة الغربية ؟
لنتخيل هذا السيناريو فقط ..
وللحديث بقية ...
فقط مداخلة على شكل مشاكسة كي أوسع النقاش ، احترامي لكِ أستاذة هدى.
|