عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 10 / 2016, 15 : 06 PM   رقم المشاركة : [10]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: نعم لاستعادة الأرقام العربية والكف عن استعمال الأرقام السنسكريتية الهندية

[align=justify]الأخت الغالية الأستاذة هدى..
قد يرى البعض أن موضوعاً كهذا غير مهم، خصوصاً في ظل الأحداث الجسيمة التي يمر بها عالمنا العربي اليوم، لكنَّني مثلك ومثل كثيرين غيرنا، كما أتصوَّر، أرى نقيض هذا الرأي.. بل أزيد فأقول:
إنَّ المشكلة لا تنحصر في رسم الأرقام، وأيُّها هو الأفضل للاستخدام، بل في هويتها العربية.. فمنذ فترة طويلة، وهذه الهوية تتعرَّض لتمزيق ممنهج، من قبل أطراف كثيرة، وكلُّ طرف يقوم بسرقة جزء منها وادعائه لنفسه، والزعم بأنَّه هو أول من ابتدعه وأبدعه.. والعرب لا يُحرِّكون ساكناً بهذا الشأن، لأنَّهم منشغلون أو مشغولون بحروبهم ضد بعضهم، مع أنَّ التي تتمزَّق هي هويتهم الحضارية التي جاء دورها الآن، بعد أن تمَّ تمزيق هويتهم القومية التي أدَّى تمزيقها إلى تحويلهم لشعوب عربية بعد أن كانوا، ومازالوا، شعباً عربياً واحداً؛ ومن ثم هويتهم الوطنية التي أدَّى تمزيقها إلى تحويل وطنهم العربي الواحد إلى أقطار بينها حدود مصطنَعَة..!
إنها نفس السياسة العدوانية التي اتجه أصحابها الآن إلى الهوية الحضارية للعرب، وأظنُّ أنَّ الدور القادم سيُركِّزُ فيه أعداؤهم على تمزيق هويتهم اللغوية المتمثلة بلغتهم العربية الواحدة، وتحويلها إلى لغات متباعدة، وهذا هو الشرُّ الأكبر والأخطر، على الرغم من أنَّ بعضَ مهابيل المثقفين العرب يسخرون من هذا الخطر، بل يدعون إلى تجسيده واقعاً!
شكراً لكِ على هذه الالتفاتة، وأنا معكِ في محاولة تأكيد انتماء جميع مظاهرنا الحضارية إلينا، لأنَّنا نحن أصحابها، وهذه معركة لا تقل صعوبة وشراسة عن معركة محاولة استرجاع المسلوب من أجزاء أرضنا العربية الواحدة، ومن معركة إعادة توحيد أجزاء شعبنا الواحد أصلاً..
محبتي وتقديري.. [/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس