رد: فلسفة مبسطة: جولة في الفلسفة الوجودية
[align=justify]أخي نبيل..
أحبُّ الفلسفة، وأنا مع تبسيطها لكلِّ شرائح المجتمع، كي يفهومها ويستفيدوا منها، ولا أرى في دراستها عيباً ولا حراماً، اللهم إلَّا إذا تعصَّب لها المتفلسفون، وأقصد أدعياء المعرفة بها وهم أكثر الناس جهلاً بموضوعاتها ورموزها.. كما أنَّني مع توظيف بعض مقولاتها في القصة والرواية، بل حتى في الشعر.. وقد فعل ذلك قدامى شعرائنا الكبار، وفي مقدمتهم المتنبي وأبو العتاهية والمعري؛
ولكن...،
في نظري، وبرأيي الشخصي لا غير، أكره أن تُصبَّ بعض مقولات الفلسفة أو مذاهبها في قالب القصة أو الرواية أو القصيدة صبّاً، فتكون هي المحور الوحيد للنص الفني.. وما ذلك إلا لأنَّني أرى النسيج الخاص بالنصِّ الفني أرقَّ من احتمال كثافة المقولات الفلسفية والأيديولوجية..
ولذلك، وفي رأيي الشخصي أيضاً، أرى أنْ تكون كمية الفلسفة في النصِّ الأدبي مثل كمية الملح في الطعام، يُطَيِّبُه إذا كانت كميتُه معتدلة، ويُفسِدُ طعمَه إذا زادت كميته..
اعذرني أخي نبيل.. أنتَ، في رأيي، قاصٌّ ممتاز، ذو موهبة متميِّزة، فلماذا تجنح بها هنا وهناك بعيداً عن الفن؟!
أنا أعرف أنَّك تسعى إلى التطوير والتجديد، لكنك، وهذا في رأيي طبعاً، تتسرَّع... فحنانيك صديقي، وعلى مهلك.. إنَّني أكره كثيراً أن أخسر نبيل الفنان لأربح نبيل الفيلسوف.. الأول أجمل وأكثر تأثيراً.. فهلَّا استمعتَ إليّ؟
أخي الغالي.. مع أنَّني أكره ممارسة دور الواعظ، وخصوصاً لفنان في مثل قامتك، إلا أنَّك تضطرني إلى القول لك، بإخلاص ومحبة، وليس من باب الأستاذية، لأنِّي أقلُّ من أن أكون أستاذاً لك وأنتَ أكبر من أن تكون تلميذا لأحد:
اصبر على تطويركَ الإبداعي حتى ينضج، وأعطِه ما يحتاج من عنايتكَ، قبل أن تصوغَه في نصٍّ أدبي تنشره.. لأنَّني أعتقد جازماً بأنَّك لو فعلتَ ذلك لأتيت بالعجب.. طاوعني ولن تندم..
مع محبتي واحترامي لك أديباً مبدعاً وإنساناً.. [/align]
|