27 / 10 / 2016, 42 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
|
محطات جمالية في قصائد المبدع الشاعر طلعت سقيرق
محطات جمالية في قصائد المبدع طلعت سقيرق
- المحطة الأولى-
إن بين الخيال والإدراك مسافة ، لا يجتازها الإنسان إلا على قارب وجدانه وحنينه-1-
وبين الكلمة والمعنى قدرة إيحائية لا يملكها إلا الشاعر القادر المتمكن .. الذي يدقّ باب الحس الشعري ويفتح شبابيك الفكر والتأمل بألفاظ وصور شعرية تفيض إحساسا وشاعرية وتفوق تلك التي لاتتجاوز الدلالة الوضعية والمعنى المحدود ..
نجوم الليل قد وقفت على بابي
فقلت : الليل قد ولى
فقالتْ :
أين أحبابي
أنا قد جئت في سفر لكي ألقاك
فمن أقصاكْ
عن النور الذي يمشي بأهدابي
أما كانت ترود حدائقي عيناكْ
فكيف رميت صمت الليل من دنياكْ
تصوير و حوار جعل المقطع عبارة عن مشهد يحفز القارئ على إجادة حسن الإصغاء إلى هذا الحوار المختلف المرفل بصور ولقطات جد مدهشة !!
فقالتْ :
أين أحبابي
أنا قد جئت في سفر لكي ألقاك
فمن أقصاكْ
عن النور الذي يمشي بأهدابي
لقطات في صور استعارية حرصت على بث روح الحياة والنطق ( وقفت النجوم - فقالتْ - )
وتجسيم الأمور المعنوية (يمشي أهدابي -) مع المبالغة في إبراز المعنى الموهوم - صور ظاهرها محسوس غير أن باطنها غير مألوف (ترود حدائقي عيناك - رميت صمت الليل ) بمفردات قادرة على التحرر والانطلاق إلى عوالم أخرى .. غير عوالمها
هي عوالم لا تضع حدا بين المجاز والحقيقة ،، بل تؤمن بالتفاعل بينهما ، من خلال تحليق شعري يربط الإنسان بالطبيعة ، والطبيعة بالإنسان ، فتكتسب الطبيعة ملامح إنسانية بشرية في صور تُنسجُ خيوطها الدلالية ..من استعارات تلغي الحدود بين الحسي والمجرد ، وتخلق حالة من الانسجام والتوحد والانصهار ،.!!
((إن من يهوى يحب الليل والسهرا
يعيش ليلمس الآمال والقمرا))
((أحب النوم يغمرني
بأحلام تدغدغني
أشاهد فيه فاتنتي إلى قربي
وفي عينيّ أزرعها
وعند الصبح ألقاها))2-
ولا شك أن التمعن في الأبعاد المجازية / في عيني أزرعها /والاستعارية/ ليلمس الآمال والقمرا / يجعل القارئ في موضع المفاجأة والدهشة من الربط بين كلمتين متباعدتين لكن تمكنتا من إبراز الأبعاد الدلالية والانفعالية وفق الشحنة الشعورية المعتملة في وجدان الشاعر...
ليلمس الآمال والقمرا ، بعد دلالي فيه حضور موسع للانزياح ، في استعارة مكنية تلغي الحدود والفواصل بين المجرد والمحسوس ، وتجعل القارئ منخرطا في مقاربة المدلول الذي يحلم به الشاعر ..
مناجاة تحملنا إلى عالم شعري لا يُدرك بالشرح والتفسير وإنما يرتحل إليه بالغوص في أحاسيسه الرائعة ورؤاه المتدفقة دون انقطاع ..في فضاء صور بيانية ، تحرر الطاقة الشعورية الشعرية لتخلق عالما من الصور يفتقها خيال شاعر مبدع برع في التوليف بين بلاغتين ، بلاغة المشهد ، وبلاغة التعبير.. ضمن بنية أسلوبية حوارية تأسر القارئ ، وأخرى تخييلية تفتح المجهول الجمالي على مصراعيه ، وثالثة تفضيئية لا حد لها ولا نهاية ..
/////////////////////////////
1-جبران خليل جبران : المجموعة الكاملة المعربة عن الانجليزية دار صادر -دار النشر بيروت 1964ص: 157
2-قصيدة مع النجوم للشاعر المبدع الكبير طلعت سقيرق
http://www.nooreladab.com/vb/showthr...ead.php?t=4330
قصيدة : مع النجوم
نجوم الليل قد وقفت على بابي
فقلت : الليل قد ولى
فقالتْ :
أين أحبابي
أنا قد جئت في سفر لكي ألقاك
فمن أقصاكْ
عن النور الذي يمشي بأهدابي
أما كانت ترود حدائقي عيناكْ
فكيف رميت صمت الليل من دنياكْ
فقلت لها :
لأن الحب أدناني
وبعد الدمع والآهات أعطاني
وبعد الحرق بالنيران هناني
وبالأزهار والأشواق غطاني
فقالت :
إن من يهوى يحب الليل والسهرا
يعيش ليلمس الآمال والقمرا
يناجي حبه الغالي
فقلت لها : لم السهرُ ؟؟..
وفي الأحلام لي عمرُ
أحب النوم يغمرني
بأحلام تدغدغني
أشاهد فيه فاتنتي إلى قربي
وفي عينيّ أزرعها
وعند الصبح ألقاها
أمام الباب تنتظرُ
أجيبيني لمَ السهرُ
وفي عينيها لي قمرُ
أجيبيني .. أجيبيني
ولكن دون أن أدري
تلاشت خلف شلال من الصمت..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|