[frame="1 98"]
أخي الأكبر الدكتور الصواف..قراءة غاية في الأهمية..والمتتبّع يدرك حتمية الاطلاع على مثل هذه الانتاجات التي تؤكّد ـ دون أدنى شك ـ حقيقة العقيدة المعادية للعرب عموما والمسلمين خصوصا..وقد وقفتُ على ما رأيته الأهم ، وسأعيده هنا لضرورة التعمّق فيه ، وكأنني ألخّص قراءتك :
مقدّمة:
من الممكن أن يكون ما يقوله النص الأدبي، أحيانا، أكثر صدقا مما تذكره وسائل الإعلام المختلفة، الرسمية وغير الرسمية، حول مشكلة ما، اجتماعية أو سياسية أو فكرية أو من أي نوع آخر،يعاني منها مجتمع البلد الذي صدر فيه ذلك النص..
الحب المحرم عنصرياً:
رواية شفارتس ليست الرواية الإسرائيلية الوحيدة التي تطرقت إلى هذه المشكلة وحاولت معالجتها، بل نجد في الأدب الإسرائيلي روايات عديدة أخرى نحا مؤلفوها نفس المنحى، أي حاولوا معالجة ما وصفوه بـ (مشكلة الحب بين عربي ويهودية أو العكس.)
التحرر الإنساني، بين الحقيقة والدعاية:
التناقض الصارخ بين الشعار والممارسة في تعامل الإسرائيليين مع العرب...وتتبدى لنا رغبة شفارتس في إضفاء الشمولية على رفض الإسرائيليين لمبدأ التساوي مع العرب، على أرضية إنسانية واحدة، من خلال اختيارها الكيبوتس بيئةً لأحداث روايتها. محنة إنسانية تصنعها العنصرية:
توهّم البطلة سببه أمران:
1 ـ شيوع استقبال البيئة الكيبوتسية لمثيلاتها من الفتيات اليهوديات اللواتي حملن حملا غير شرعي.
2 ـ لابد أنهم ينظرون إلى الحب بوصفه عاطفة إنسانية سامية لا تعترف بأي حدود جغرافية أو عرقية أو اجتماعية أو دينية أو سياسية، إلخ.
الانقلاب من النقيض إلى النقيض:
صدمتها مفاجأة الانقلاب، من النقيض إلى النقيض.
لم أتخيل أن دلالتها الإنسانية ليست أكثر من مجرد دعاية براقة،هدفها إخفاء توجهاتهم العنصرية التي تحظر شرعتها قبول أي عربي في بيئتهم،مهما كان تقدميا، بل حتى لو قبل الانسلاخ عن عروبته تماما، والانتساب إلى نفس الحزب الذي ينتمون إليه.
نهاية مؤلمة:
ليس فقط لأنها قد تجرأت، بحبها لشاب عربي، على تجاوز (تابو) المشاعرالعنصرية المعادية للعرب التي غذوا بها، وعكفوا على تقديسها، صغارا وكبارا،معتبرين هذا التجاوز، حسب وجهة نظرهم العنصرية، خطأ لا يغتفر، بل لأنها ترفض إجهاض جنينها من ذلك الشاب، وتريد أن تلد هذا الجنين في أحضان البيئة الكيبوتسية، غير عابئة بما يمكن أن تسفر عنه مثل هذه الحادثة من عواقب،لميتردد معظمهم في وصفها بالوخيمة.
الحقيقة المرة:
في المحصلة، نفي جميع إمكانيات التعايش الاجتماعي والإنساني بين العربي والإسرائيلي. كما تؤكد هذه الإجابة أيضا، أن أي طرح آخر خارج دائرة هذا النفي، يبدو غير واقعي،بسبب عدم استعداد الإسرائيليين لتغيير مشاعرهم ومواقفهم العنصرية تجاه العرب عموما، وتحت أي ظرف.
وهذا بدهي، لعدة أسباب، قد يكون بين أهمها أن الأدب الذي تغذوا بنصوصه، صغارا وكبارا، قد ساهم، بالتعاون مع ما تصبه، فيآذانهم، تصريحات قادتهم، ووسائل إعلامهم المختلفة، صباح مساء، في ترسيخ ذلك الاعتقاد العنصري المرَضي الذي جعلهم يتوهمون بأنهم صنف من البشر أرقى بمالا يقاس، من الصنف الذي ينتمي إليه أعداؤهم العرب..
[/frame]