رد: أدب (يهودي، صهيوني، عبري، إسرائيلي)... مُدْخَل في المصطلح...
[align=justify]الأخت الغالية عروبة، أسعد الله أوقاتك..
أشكرك على اهتمامك وتعليقك الذي ينمُّ عن قراءة متأنية لهذه الدراسة، وأحترم رأيك فيها، ويسرني أن أراك تتابعين ما أكتب في هذا المجال الذي تفتقر مكتبتنا العربية إلى جهود الباحثين العرب فيه، نظراً لخطورته التي ينبع معظمُها من خطورة استمرار جهلنا به..
إنَّني حين أرى مدى اهتمام النقاد والباحثين الإسرائيليين بما يصدر عن مبدعينا العرب من كتابات على اختلاف أنواعها، وأدرك أنَّهم لا يفعلون ذلك حبّاً بالعرب، بل من باب السعي الدائم للتعرُّف عليهم، بغية الاستمرار في عدوانهم على الأرض العربية وإنسانها معاً، أكاد أتميز غيظاً من إهمالنا لما يكتبونه ضدنا، وتركِه خلواً من أيِّ ردٍّ أو نقد أو تعليق بالعربية وغيرها من اللغات.. والأدهى أن كثيرين منا مازالوا ينظرون إلى دراسة هذا الأدب على أنَّها لون من التطبيع مع العدو، ويشتطُّ بعضهم أكثر فينظر بعين الاحتقار لأيِّ دارس عربي لأدب العدو..، ولا يدري هؤلاء وأولئك أنَّهم يُساهمون في موقفهم هذا، ولو عن غير قصد، في استمرار هزيمتنا أمامه، لأنَّ القاعدة الأولى للانتصار على أيِّ عدو هي معرفته، وقد لخصَ القدماء هذه الحقيقة بالعبارة الشهيرة (اعرف عدوك)!
وبالتأكيد، لا تعني الدعوة إلى دراسة أدب العدو قبول ما جاء فيه أو الترويج له، بل نقده وتفنيد ما يعجُّ به من مغالطات وافتراءات على الإنسان العربي، ودحض ما ينسجه أدباء هذا العدو من أكاذيب يريدون بنشرها إيهام الرأي العالم العالمي بما يسمونه (حق إسرائيل) في الأرض العربية، وهو (حقٌّ) مزعوم علينا أن نُبيِّنَ زيفَه بشتى الوسائل، وعلينا فضحه وتفنيده ونشر بطلانه على رؤوس الأشهاد، كيلا يظلَّ الرأي العام العالمي ملعباً خاصاً يُمارسون فيه نشاطهم المفتري علينا وعلى أرضنا دون حسيب ولا رقيب...
شكراً مرة أخرى، وتقبَّلي مني وافر المحبة والتقدير.. [/align]
|