أهلا بأخي الكريم زين العابدين ابراهيم ولك مني أجمل تحية ،
وانه المشهد الحق مشهد الكمال الحق نشاهده كل يوم فعنا لا يغيب
فأعظم لذات العارفين العلم بالله ، والعارفون بالله قرة عين الوجود،
 أحبهم الله عز وجل فعشقتهم الأكوان ، ولكل ذرة في السماوات
 والأرض مع أرباب القلوب مناجاةً في السرِّ ، ولا شيء من العرش
 إلى الثرى أعظمُ من سرور العارف بربه ، والجنة بكل ما فيها في 
جنب سروره بربه أصغرُ من خردلة لما علم أنه أكبر من كل كبير 
وأعظم من كل عظيم ، فكمل بعشق جمال الكون نفسك ان أردت تكشف
 سر العالمين معا ، فانما النفس كالمرآة اذا ظهرت أرتك فيها جمال 
الكل منطبعا ، وجدد الحسن عن ظل يقاربه تدركه فيك بأفق النفس
 قد طلعا ، فاشهده منك وغب عما سواك تجد في ضمن ذاتك معنى
 الكل قد جمعا ، فالمحبة ميزة الانسان والكمل في عبادة الله هم
 الكاملون في دأب واقبال بكل همتهم الى الله ، ولا يليق مع الله
 الا أشرف المعاني وألطفها وأزكاها فيرقى العبد في هذه المقامات
 العرفانية لمطالعة الجمال الالهي والتلذذ بمحاسنه ، فالعارفون 
ينظرون الى جمال الصنعة الالهية فيتوصلون الى صورة الجمال
 المجرد ثم منه الى عالم الجمال الكلي ثم الى جمال الواهب للكل 
الذي كل جمال في العالم مستفاد منه ، فبلوغ النهايات من صفاء 
الصفاء حيث ابانة الأسرار عن المحدثات لمشاهدة الحق بالحق 
على الاتصال بغير ملاحظة وممازجة الطبع . محبك عمر الريسوني