لاجديد ، حفنة أوغاد – محمد الفاضل
وطن حُمِل كقربان و نُحر على مذبح آلهة وثنية
باعه كهنة وسدنة معبد مرددين تعويذة طوطمية وطلاسم سحرية
خضبوا شعرهم ووجوههم بدماء أضاحي بشرية
خشب مسندة ومومياءات محنطة ، أضل من الأنعام
يطلبون البركة والرضا من آلهة رخائهم ومثبت عروشهم
سُلِمت رقبته إلى مدية الجزار ، بعد أن تله للجبين ، يحز سكينه بتلذذ
تَلغ الضباع في دمائه الطاهرة لينزف حتى الموت
قبض الثمن مقدما ، سماسرة الأوطان ، وفرسان المحافل الخطابية ، وتجار الموت
وأدعياء حقوق الإنسان وعشاق الزعامة .. شربوا الأنخاب !
لايهم ...مجرد أرقام في شريط الأخبار
خبر عاجل .. أشلاء أطفال ؟ لاجديد.. حفنة أوغاد !
نشيح بوجوهنا عنهم : كيف يسمحون بعرض هذه المشاهد المقززة ؟
ياللقرف .. يحتج البعض ويغير القناة !
والبعض يرفع عقيرته وينهق : اقتلوا كل طفل ، فالعرق دساس ، عندما يكبر
ذلك الطفل يتحول إلى مشروع إرهاب !
سنطهر الأرض من رجسهم !.
ومن بقي لديه ذرة إنسانية يهمس مستنكرا :
أمعقول في زمن العولمة والسوبر ستار ، يذبح الأطفال كالحملان ؟
مجرد متفرجون نحن ، نتابع العرض ونمصمص شفاهنا ، ألفنا المشهد ، وأدمنا منظر الدماء
والأشلاء المقطعة
ندردش ..نحلل ..نثرثر ، وربما تدب النخوة في رؤوس البعض بعد أن يستفيقوا من سكرتهم
فيشجب ويندد بأقسى العبارات
أمعقول أن يُترك وطن الياسمين لحفنة لصوص ورعاع ؟
نتابع فلم السهرة وآخر صيحات الموضة
ضميرنا مرتاح ، مادخلنا !
بيوتنا بأمان ، ومايحصل في حديقتنا الخلفية لايمكن أن يطالنا !
عودوا إلى مخادعكم ..عودوا إلى محظياتكم ، فرسان الغفلة !
عودوا إلى فراشكم الوثير ، فاليوم خمر وغدا أمر
لا جديد ... مجرد حفنة مندسين !