الموضوع: لطائف الأنوار
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 12 / 2016, 13 : 08 PM   رقم المشاركة : [4]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

رد: لطائف الأنوار

ومن هذه اللطائف والأنوار أخي الكريم رياض نقتبس لكم ما قاله أحد كبار أولياء الله العارفين الذين غمر الله قلوبهم
علما ورحمة في شأن هذا العرفان لنزدان حبا و معرفة بالله ، فلقد سأل رجل يوما العارف بالله أبا يزيد البسطامي : ما معنى الله أكبر ؟ فقال : الله أكبر
من كل ما سواه ، ثم قال : ليس معه شيء فيكون أكبر منه ، فقال الرجل : فما معناه ؟ قال أبو يزيد : معناه أنه سبحانه
أكبر من أن يقاس أو يدخل تحت القياس أو تدركه الحواس

وسأل رجل آخربعض عباد الله الصالحين : ما السبيل الى معرفة الله ؟ فقال له
ليس يعرف الله بالأشياء ، بل تعرف الأشياء به سبحانه
فمعرفة الله من أطهر وأزكى المعارف ، فلما نتأمل هذا الخلق بخشوع فهذا ينقلنا إلى عالم من المشاهدة المكنونة التي تغمرنا وتغمر أعماقنا فهذه المشاهدة المكنونة لا تفسر بالأشياء بل تدرك بعظيم لطائف الله بما حبانا الله من الأسرار واللطائف والمواهب فنوقن أن خالق الأشياء كلها أعظم وأجل من أن يكون شيئا من الأشياء بل هو خالق الأشياء كلها وبه تعرف الأشياء فمن وقفوا مع الجسم أو الصورة فمعرفتهم بربهم قاصرة لذا فحب الجسم أو الصورة ليعد أدنى مراتب المحبة ولهذا فالله تعالى أعظم وأجل يا أولي الألباب ونحن نتأمل بهذه الهبات واللطائف التي أودعها الله الواهب فينا سبحانه والتي تمكننا من بلوغ الحقيقة بطهرها وصفاءها ونحن مستيقنين أن الحقيقة تختلف عن كل تصوراتنا وتفوق ادراكاتنا وتتبين لنا حكمة جلية وهي أن الله جعل العلم دليلا عليه ليعرف وجعل الحكمة دليلا عليه فيولف وأن العلم إذا بلغ بالعبد شأوا أدرك هذا المعنى من غير هوية ، فللكمال الإلهي جمال لا يدرك بالحواس، ولا يستنبط بالقياس ، والجمال الأزلي الإلهي منكشف للأرواح غير مكيف للعقل ولا مفسر للفهم ، وهذا حقا علم لا يعرفه إلا كبار أولياء الله العارفين ولتوضيح هذه الفكرة التي تأملتها مليا في جانب من جوانب هذا العرفان القدسي هو أن المعرفة والمحبة متلازمان ومرتبطان ارتباطا وثيقا بأنوارهما في هذا العرفان الأسمى ، اذن يا
أحباب فكيف يخفى عنكم وهو الظاهر ؟ فهل يعقل أن يكون خلقه سبحانه أظهر منه وهو الذي أظهره فكيف يخفى
عنكم وهو الظاهر؟ فلا يحجبكم خلقه عنه سبحانه وهو معكم أينما كنتم بذاته وصفاته ، وعلمه ورحمته وسعتا وغمرتا كل شيء ، فانها والله لحكمة مكنونة قلما تنبه اليها الناس بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وبقوا محجوبين بآثار ما انطبع في قلوبهم ولم يرتقوا الى سمو
هذه المشاهدة التي لا تعرف الا بمكنون الذوق فيبقى العبد مشدوها في حضرته العلية ، وأكبر دليل على وجود الله هو الله لأن شمس هذا العرفان طالعة أشرقت أنوارهما في الهمم والأرواح والنفوس
توقيع عمر الريسوني
 
لو أن الله تعالى فوض أمر خلقه الى أحد
من عباده ومكنه وكان خيرا غنيا لأزال
العذاب عنهم وهذا الراحم أنا وأمثالي
وهو أرحم الراحمين
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس