عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 02 / 2017, 03 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

من عناصر النقد الأدبي..

[frame="1 98"]
عناصر النقد الأدبي:
[align=justify]يدرس النقد الأدبي الشعر من خلال أربعة عناصر هي :
( المعنى و العاطفة ) وهما يدخلان تحت إطار المضمون.
(الخيال والأسلوب) وهما ينطويان تحت إطار الشكل .
وسوف نتناول كل عنصر منها لنبيّن المقاييس النقدية الخاصة به .
أوّلا : مقياس نقد المعنى :
نقصد بالمعنى : الفكرة التي تعبر عنها القصيدة ، ففي القصيدة الواحدة فكرة رئيسة تشمل الأبيات جميعها بالإضافة إلى أفكار جزئية صغيرة .
ومن أبرز مقاييس نقد المعنى ما يأتي :
1ـ مقياس الصحة والخطأ : والمقصود بذلك أن يلتزم الشاعر بالحقيقة سواء كانت تاريخية أم لغوية أم عملية ،لأنّ خطأ الشاعر في حقيقة من الحقائق يفسد شعره ويجعله غير مقبول من الناس .
مثال ذلك عِيب على زهير بن أبي سلمى في وصفه لآثار الحرب وشؤمها على الناس ، حين خالف الحقيقة التاريخية المعروفة في بيئته
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم*** كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
لأنّه أورد أحمر عاد والصحيح أحمر ثمود الذين أقدموا على عقر الناقة .
2ـ مقياس الجدّة والابتكار: والمقصود بالجدّة والابتكار أن يقدّم الشاعر معنى من المعاني فيقدّمه بأسلوب جديد أو كالجديد وليس المقصود أن يقدم الشاعر معاني جديدة لم يسبق إليها فهذا أمر صعب المنال في كثير من الأحيان .
مثال ذلك قول أبي تمام :
هو البحر من أيّ النواحي أتيته *** فلجّته المعروف والجود ساحلُهْ
تعوّد بسط الكفّ حتى لو أنّه **** ثناها لِقبْض لم تُطعْه أنـــــــــــــــــــاملُهْ
فإن تشبيه الرجل بالبحر في الكرم والعطاء ليس بجديد ولكن شاعرا مبدعا كأبي تمام أخذ هذا المعنى فقدمه لنا تقديما فيه الكثير من الطرافة والجدّة .
3ـ مقياس العمق والسطحية : والمعنى العميق هو ذلك المعنى الذي نجده يذهب بك بعيدا في دلالة معنوية عالية مؤثرة وتنثال على نفسك معان وخواطر كثيرة يثيرها ويستدعيها إلى ذهنك .
مثال ذلك قول زهير بن أبي سلمى :
فإن الحق مقطعُه ثلاثٌ*** يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ
فالحق يثبت بواحدة من ثلاث يمين أو محاكمة أو حجة ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعجّب من هذا البيت ويقول لو أدركت زهيرا لوليته القضاء .
أما السطحية فنعني بها المعاني السهلة التي يعرفها الكثير من الناس .
مثال ذلك قول الشاعر :
الليـل ليـل والنهـار نهـار***والأرض فيها الماء والأشجار
ثانيا : مقاييس نقد العاطفة :
نقصد بالعاطفة الحالة الوجدانية التي تدفع الإنسان للميل إلى الشيء والانصراف عنه وما يتبع ذلك من حب أو كره وسرور أو غضب وتقاس العاطفة من عدة مقاييس :
مقاييس الصدق أو الكذب : إذا كان الدافع الذي دفع الشاعر إلى القول حقيقيا غير زائف كانت العاطفة صادقة ، وإن كان الدافع غير
.حقيقي كانت العاطفة كاذبة .
يذكر في ذلك أن الحجاج بن يوسف توفي له ولد فطلب من أحد الشعراء أن يرثيه وقال له : " قل في ابني ما قلت في ابنك حين مات " . فقال الشاعر : " أصلح الله الأمير إنني لا أجد لابنك ما أجد لابني " .
فهذا الشاعر لو قال أبياتا في ابن الحجاج لكانت العاطفة عنده كاذبة .
ومن أمثلة صدق العاطفة رثاء أبي الحسن التهامي لابنه في قصيدته المشهورة التي يقول فيها :
حكــم المنية في البرية جارِ...ما هــذه الدنيـا بدار قــرارِ
إلى أن يقول :
يا كوكبا ما كان أقصر عمره
.......وكذا تكون كواكب الأسحار
2ـ مقياس القوة والضعف : إذا أثرت القصيدة في نفس قارئها وهزّت وجدانه كانت عاطفتها قوية وإذا لم تترك أثرل في نفسه كانت عاطفتها ضعيفة .
وترتبط قوة العاطفة ووضوح تأثيرها في طبائع الناس وأمزجتهم ، فمنهم من يتأثر بالرثاء ومنهم من يتأثر بالغزل ومنهم من يتأثر بالمدح أو الفخر ... وهكذا .
ثالثا : مقياس نقد الخيال :
ونقصد بالخيال الملكة الفنية التي تصنع الصور الأدبية وهو عنصر أصيل في الأدب كله وفي الشعر بوجه خاص ، ويتجه النقد الأدبي إلى دراسة الخيال من خلال جوانب متعددة منها :
1ـ صحة الخيال : إن المقياس في صحة الخيال مردّه الذوق العربي وبخاصة إذا كان الحكم صادرا من ناقد متمكن أو قارئ مرهف الشعور والإحساس .
2ـ نوع الخيال : ويشمل:
أ ـ الصور الخيالية البسيطة : وهي التي تمثل مشهدا محددا بموقف من المواقف أو معنى من المعاني التي يريد الشاعر تصويرها . مثال ذلك قول المتنبي :
تملّ الحصون الشمّ طول نزالنا****فتلقي إلينا أهلها وتزول
حيث صور المتنبي كيفية سقوط حصون الأعداء في أيدي المسلمين حصنا بعد حصن بخيال يحيل الجمال مخلوقا حيا يرجو ويخاف ويصاب بالملل فلا يقدر على الصبر والمقاومة .
ب ـ الصور المركبة : وهي مجموعة مشاهد متعددة تضمها صورة واحدة كهذا المشهد الذي صور فيه أبو تمام فتح عمورية بعد حصار المسلمين الشديد لها حيث يقول :
لقد تركت أمير المؤمنين بها**** للنار يوما ذليل الصخر والـــــــــــخشبِ
غادرت فيهم بهيم الليل وهو ضحى *** يشلّ وسْطه صبح من اللّهبِ
حتى كأنّ جلابيب الدجى رغبت** عن لونها أو كأنّ الشمس لم تغِبِ
ضوء من النّار والظلماء عاكفة *** وظلمة من دخان في ضحى شحِبِ
حيث يجتمع في هذا المشهد الضوء والظلمة والنار والدخان والشمس واللهب يبدو بعضها بوضوح تام وتتداخل بعضها مع بعض في صورة مثيرة مروعة ويركز الشاعر على منظر الحرائق المدمرة وهو مشهد يتجاوز حدود زمان الحادثة ومكانها فلا يبدو على أنه أمر مضى وانقضى وإنما يحسب القارئ أنه أمام ذلك المشهد يراه رأي العين .
رابعا : مقياس نقد الأسلوب :
يمثل الأسلوب البناء اللغوي للشعر من حيث اختيار المفردات وصياغة التراكيب وموسيقى الشعر .
1ـ نقد المفردات : وتراعى الأمور التالية في مفردات الشعر:
أ ـ سلامة الكلمة من الغرابة .
ب ـ إيجاد الكلمة .
ج ـ دقة استعمال الكلمة .
2ـ نقد التراكيب : ويراعى في التركيب ما يلي :
أ ـ جزالة الأسلوب : فكلما كان الأسلوب قويا غير مستكره ولا ركيك كان جزلا ، ويعرفه النقاد بأنه الأسلوب الذي تسمعه وتعرفه ولكنهم لا يستعملونه في أحاديثهم ويجب أن يكون قويّ الكلمات قصير الجمل يغلب الإيجاز فيه على الإطناب وأن يتصف بالفخامة التي تجعله في مستوى عال من القول. ومن نماذج القول الجزل :
أحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعه
...........كأنّ به عن كلّ فاحشة وقرا
سليم دواعي الصدر لا طالبا أذى
.........ولا مانعا خيرا ولا قائلا هجرا
إذا شئت أن تدعى كريما مكرّما
..........أديبا ظريفا عاقلا ماجدا حرّا
إذا ما أتت من صاحب لك زلّة
..........فكن أنت محتالا لزلّته عذرا
ب ـ الأسلوب السهل : وهو ما ارتفعت ألفاظه عن ألفاظ العامة وخلا من ألفاظ الغريب الذي يحتاج إلى بيان وتفسير .
3ـ نقد موسيقى الشعر : وتتألف موسيقى الشعر من أمور ثالثة هي :
أ ـ الوزن الشعري .
ب ـ القافية .
ج ـ الموسيقى الداخلية .
فالوزن الشعري : يراد به البحر الشعري الذي صيغت عليه القصيدة .
والقافية : هي الركن الثاني من أركان النظم الشعري وكانت تسمى القصائد بحروف قافيتها وإيقاعها وحروفها يمثل مستوى إبداعيا يجعله الناقد مجالا من مجالات الحكم على الشعر .
أما الموسيقى الداخلية : فهي نغم خاص تمتاز به القصيدة بسبب نجاح الشاعر في اختيار المفردات وترتيبها وفق نسق خاص وما يتبع ذلك من حركات الإعراب والمد والإمالة والتفخيم وفنون البديع اللفظي المتعددة .
ومن أمثلة الموسيقى الداخلية ما نراه في بيت الخنساء في وصف أخيها صخر :
حمّال ألويه هبّاط أودية......شهّاد أندية للجيش جرّار
في هذا البيت نلاحظ التوافق بين الصيغ التعبيرية التي تقوم على صيغ المبالغة " حمّال ، هبّاط ، شهّاد ، جرّار " كما تبدو في التزام وزن واحد بعد كلّ من صيغ المبالغة السابقة " ألوية ، أودية ، أندية " .
[/align][/frame]
مقتبس من كتاب:النقد الأدبي للدكتور مرتضى بابكر

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس