[align=justify]تحياتي لك الأديب العزيز أستاذ نبيل..
فوجئت أنك عرفت مؤخراً عن هذه القضية ، الذي كنت شخصياً كتبت ونشرت عنها منذ بدايات نور الأدب قبل تسع سنوات ، سبق وتم تسريبه وأخذ ضجة ويعاد الآن تسريبه للمرة الثانية ، هذا بالنسبة للنساء الفلسطينيات في الداخل بُعَيْدَ النكبة..
حين تقرر إبلاغ السيدات المغدورات وكان عددهن عشر نساء في حينه، تم تسفيرهن عام 1964 إلى باريس ( غالباً عن طريق أزواجهن) والذي أبلغهن كان رئيس وحدة الموساد في فرنسا، وحصل ما تفضلت به ، والمشكلة المأساة أنه جرى التكتم من قبل النساء وعائلاتهن ( من عرف ) لحساسية كشف مثل هذا الأمر داخل المجتمع الفلسطيني ( القروي خصوصاً ).
الأمر استمر وأكبر مما نتصور جميعاً ..!
تسمى هذه الآلية في علم الجاسوسية: (( الزرع )) وقد تم زرع عدد كبير من الجواسيس في المجتمعات العربية ، وكان قد تسرب بعضها في لبنان ، وممن تم كشفهم "إمام مسجد " ويقال أنه في لبنان لم يزل عدد غير قليل من المزروعين ، البعض منهم يعرف عنهم جهاز الأمن ويراقبهم والبعض لم يكشف ، وكان العميد وسام الحسن الذي تم اغتياله عام 2012 ( رحمه الله ) رئيس شعبة المعلومات قام بكشف أكثر من ثلاثين شبكة تعمل لصالح العدو الصهيوني وعدد ممن زرعتهم الموساد داخل المجتمع اللبناني كمسلمين ومسيحيين ، وكما أشرت أعلاه كان أحدهم يعمل كإمام مسجد !!..
أما في مصر مثلاً ، فالموضوع أوسع ومتشعب أكثر وعليه تعتيم شديد.
وهناك قصة تعرفت شخصياً إلى صاحبتها بعد هجرتها هرباً إلى كندا .. هي ابنة إمام مسجد من البقاع الغربي ، تقدم شاب لخطبتها بالشكل التقليدي كان قد عرف من قبل في مجتمعهم وتردد كثيراً على قريتهم ، وأُعجبت به على أساس ما روى لهم من بطولاته كمقاوم فلسطيني ، وتم الزواج وسكنا في قريتها ، وقالت أنه كان يغيب في فترات محددة كثيراً عن البيت أحياناً تمتد لشهرين ( ولا يجوز سؤاله بحجة سرية عمله في المقاومة) وأنجبت منه ولدين .. وفي نهاية الأمر ولعلها نهاية مهمته ، خطف الأولاد وترك لها رسالة قصيرة مطبوعة توضح أنه يهودي ويعمل في جهاز الموساد ولديه زوجة إسرائيلية وأبناء وأنه أخذ أولاده لأنه لن يتركهم لمسلمة عربية.
قضية زرع جواسيس الموساد في المجتمعات العربية ككل قديمة جديدة مستمرة ومتشعبة ، والاستعانة بشكل خاص بالزرع الأولي في المهجر كانت تجري كثيراً وتعتبر توطئة لدخول الوطن العربي ( ككقصة إيلي كوهين ) وكم من إيلي كوهين لم يكشف وكم عددهم وما وصلوا إليه من مراكز ، وكثير ما يروى عن رؤوساء بعض الإرهابين مثل البغدادي الذي يقال أن اسمه : (( شمعون إيليوت))
ويبقى السؤال الصعب والمر الذي قد لا نجد عليه إجابات..!
تقبل عميق تقديري[/align]