[align=justify]أخي الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح ، ألف تحية وسلام..[/align][align=justify]
شهادتك كما تعرف أعتز بها جداً ..
هذا هو الغرض .. أن نفتح آفاق القراءة ونطل على مختلف أنواع الآداب ونستعيد متعة القراءة ، هذا من جهة ومن جهة أخرى الأدب السياسي وخصوصاً ما يُعرف بـ (( Dystobia)) لم نعطه حقه بما فيه من استشراف للمستقبل وتحذير وتنوير، وسط آفات كثيرة تغزو العالم وتستعبد الشعوب بمسميات أخرى - تبعاً للمرحلة - نحن نعيش الزمن الأخطر على الإطلاق ، فإن يكن المعسكر الشرقي بما فيه الشرق الأوسط يعتمد النظام الشمولي المخيف ( كما ورد في هذه الرواية ) فالمجتمع الغربي وما يتبعه مما يسمى دولاً ديمقراطية تنطبق عليه الرواية الأخرى لأرسل هاكسلي: (( عالم جديد شجاع)) ، في قارة أميركا يُسمح للهنود الحمر ( أصحاب البلاد الأصليين) بتعاطي المخدرات، وربما بتسهيلها وتحفيزهم على تعاطيها ، ناهيك عن الاستعباد بالتقنيات الحديثة وتسهيل الشراء ببطاقات الائتمان، والديون التي تتراكم على كل فرد وهو يلهث راكضاً طوال حياته لسد ديونه - ويظن نفسه حراً - فيما هو مستعبد ولكن بطريقة حضارية ، لا ترحم أيضاً..!
كثير من الناس في عالمنا العربي اعتبروا الربيع العربي الذي تمّ اغتياله بالثورات المضادة ، مؤامرة دولية لتفكيك بلادنا - ولا شك في وجود مؤامرة دولية خطيرة - ولكن ليست الشعوب المهانة المقهورة المستعبدة المنتهكة كرامتها وكل حرماتها من تستدعي الاستعمار لتنفذ مؤامراته، الطغيان هو معين المؤامرة وحارس الاستعمار، الفساد هو داعم المؤامرة، الظلم والحرمان والتجهيل وثراء فئة قليلة على حساب معظم فئات الشعب.. المؤامرة بالقضاء على الطبقة المتوسطة التي هي عماد أي مجتمع سليم، البطالة والتجهيل، تهجير الشباب والفئات المتعلمة والأدمغة التي تحتاجها الأوطان إلخ.. إلخ.. إلخ..
أستغرب كثيراً دفاع بعض الناس عن الطغاة واعتبارهم صمام أمان واعتبار كل من يرفض ظلمهم خائن لوطنه ومنفذ لمؤامرة خارجية .. مجتمعاتنا تحتاج لكثير من التنوير وهذا ما لا تسمح به الأنظمة الشمولية لأن مصالحهم تقتضي تحويل الشعوب إلى مجرد أغنام وعبيد في مزارعهم ، ورحم الله جدي عمر بن الخطاب حين قال: (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )) ، فالمواطن المطلع المتعلم الحر هو الذي يبني وطناً قوياً وهو صمام الأمان.
تقبل أخي الغالي أعمق آيات تقديري وآسفة على الإطالة.[/align]