| 
				
				يوميات مدرس - شيء فظيــــع
			 
                                                     شيء فظيــــــــع
 كان أول موضوع استهل به تلامذتي الموسم الدراسي للنقاش والحصة تشارف على نهايتها ،موضوع اللغة العربية .. و حكيت لهم أنه مضى زمن كنا نشنف آذاننا بأصوات المذيعين وهم يخاطبوننا بلغة عربية فصيحة تحترم فيها جميع الحروف الأبجدية بما فيها الحروف الثلاثة التي تم اغتيالها في بداية الأمر ( ث – ذ – ظ ) ..
 وجاء زمن بدأنا نجد في أصوات إذاعية نشازا وركاكة ، حتى وصل الأمر حاليا إلى الإجهاز تماما على مخاطبة الجماهير بلغة عربية فصحى .. وصارت العامية وسيلة لتقديم  جل البرامج إن لم أقل كلها .. بل الفظيع في كل هذا ، حتى الأخبار التي كانت في منأى عن الانسياق إلى الإعراض عن الفصحى، صارت تقدم في بعض القنوات بالعامية ..
 قد يقول قائل – وهو ربما من هؤلاء المذيعين – إن العامية تسهل التخاطب و تصل سريعا إلى قلوب المستمعين خاصة الأميين منهم .. لكني أهمس في أذنهم بما يلي :
 1- قبل الاستقلال وبعده .. ألم تكن الأمية مستشرية في المجتمع ؟ .. ومع ذلك كانت ربات البيوت يستمتعن ببرامج تلم  بكل نواحي الحياة الاجتماعية من طبخ  و وصفات طبية و علاقات أسرية .
 2- ألم تفكروا في الجيل الصاعد – رغم أن القليل منهم من يستمع إلى الإذاعة الآن – وتربية ذوق اللغة فيهم ما دام الكثير منهم يشتكي ضعف اللغة و "صعوبة قواعدها النحوية" ؟
 كان هناك الكثير مما يمكن قوله لكن .. دق الجرس .. فلم نملك إلا أن نلملم أدواتنا ونهتف بحسرة :
 لا حول و لا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |