[align=justify]
بالأمس عادت بي الذكريات ست سنوات وبضعة أشهر للخلف..
قرأت مجدداً قصيدة شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق ، رحمه الله (( هو عيد ميلادي فشكراً )) وما ترمز إليه من معاني وطنية عام 2011 في مرحلة أمل لا تُنسى..!
إلى حيث بدايات الربيع العربي في تونس ثم مصر ..!
تذكرت نور الأدب في ذلك الحين ، كان حينها يعج بآلاف الأعضاء والزوار على مدار الساعة..
تذكرت المفاجآت التي أثلجت قلوبنا في ذلك الحين ، وظننا أن الثورة على الأنظمة الفاسدة المثقلة بالخيانة والعمالة والإجرام، يمكن أن تتم وتنجز بسرعة ..!
تذكرت حين دخل إلى نور الأدب الأعضاء من تونس الخضراء أبطالاً - كالحلم الجميل- بعد هرب بن علي وزوجته الحلاقة النسائية المجرمة الجشعة وزمرتها وزبانيتها..
تذكرت قطع نظام مبارك الانترنت في مصر ، وصولاً إلى تنحية مبارك - ظناً أن الجيش انحاز للشعب - وطنية وإنسانية - عودة الانترنت وكيف استقبلنا هنا الأعضاء من مصر استقبال الأبطال الفاتحين ...
تذكرت وقوف مبارك خلف قضبان السجن الذي يستحقه هو وأمثاله ، وماذا كان يمثل هذا للشعب العربي المنكوب بقادة خونة لصوص فاسدين ..!
تذكرت قصائد شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق ، حينها عن تونس الخضراء وعن مصر العروبة، والحلم الذي عشناه جميعاً...
تذكرت.. نحن فلسطينيو الشتات ، كم شعرنا بفلسطين تقترب مجدداً حين ثار الشعب العربي على حكامه الخونة خدّام الاستعمار وحراسه..!!
يا الله كم كان الحلم جميلاً ..
كان الشاعر في عيد ميلاده الأخير يشكر الشعب العربي لإزاحة الخونة والعملاء وعودة بوصلة العروبة إلى وجهتها الصحيحة..
مع القصيدة مجدداً حين كتب وقال:
(( يا أجملَ الأعياد عيدك يا حبيبي
عيدُ ميلادٍ سعيدْ
قالتْ فأزهر في دمي
تفاحُ أغنية الصباح ِ
فقلتُ شكرا عيدُ ميلادي
وينفتحُ النشيد على النشيدْ
شكرا لأنّ الأرضَ ميلادٌ جديدْ
شكرا لأن الوردَ في عرس الوريدْ
شكرا لأنّ جميعَ أنهار الوجودِ
تفجرتْ وأتتْ تزغردُ حلمها
في أجمل الألحان في عيد وعيدْ
شكرا فمصرُ الآن ميلادٌ سعيدْ
شكرا فتونسُ تزدهي في أبهى عيدْ
عيدي هنا عيدٌ سعيدْ
شكرا وأهلي يدفعون مهور أعيادٍ تزيدْ
في كلّ شبرٍ نهضةٌ نورٌ ونارْ
في كلّ زاويةٍ عطاء يرتدي حلو الثمارْ
وطني الكبيرُ يمدّ للدنيا زغاريدَ النهارْ
هو عيد ميلادي السعيدْ
هو أجملُ الأعيادِ في عيدٍ وعيدْ
فانهضْ أخي
واحملْ أخي
أملَ الرجوع إلى الديارْ
دقـّتْ فلسطينُ النداءَ على النداءِ
وأعلنتْ أنّ الوطنْ
قد صارَ في الوعد القريبْ
هي خطوةٌ .. أو خطوتان ِ
منَ الزمنْ
وتطلّ حيفا قبلةً
كالورد يقطفها الحبيبْ
هو عيد ميلادي فشكراً
حينما حيفا تشكل في دمي
هذا الحنينَ إلى اللقاءِ
تشدّني حتى يديها أنطوي
وأذوبُ في حلمي وأفراحي أغيبْ
هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ
هو عيد ميلاد ٍ وعيدْ
وطنٌ يشكـّلُ وردةَ الدنيا
ويصنعُ فجرَهُ العربيّ موصولَ النشيدْ
وطنٌ يمدّ ضلوعهُ ودماءهُ والروحَ
للفجر الجديدْ
هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ
شكرا لأن العيد ألبسني المطرْ
شكرا لأنّ النورَ في كلّ الوجوهِ
يشعّ .. تحضنهُ الصورْ
شكرا لأن العيدَ... عيدي
قد جاءَ في وقتِ النهوض ِ
وزغرداتِ الصبحِ في عرسِ الشجرْ
هو عيد ميلادي فشكراً
شكرا لأنّ الشمس أحلى
شكرا لأن الوقت أحلى
شكرا لأن العمر أحلى
شكرا .. وشكرا
هو عيدُ ميلادٍ وعيدْ
شكرا لأني قد رأيتُ اليومَ
في وطني الكبيرَ جميعَ أحلامي
تصوغُ دروبها بنهارِ أفراح ٍ تزيدْ
شكرا فيا حيفا افتحي باب الرجوعِ
لعيد ميلاد جديدْ
عيد ميلادٍ سعيد))
***
اليوم وبعد انتصار الدولة الفاسدة العميقة وثورتها المضادة على شعوبنا ، وإحالة شعوبنا الثائرة إلى الهوان بين مشرد ومعتقل وشهيد ، وتغول الفساد والخيانة ومؤامرات العالم الغربي ضد شعوبنا لسحق انتفاضاتنا وإعادتنا خرافاً في حظائر الطاعة - بعد استغلال انتفاضة شعوبنا لتحويل المسار ودعم التشدد ليحول الشعوب إلى إرهابييين ويعلن حربه العالمية على الإسلام ..!
البعض يحاجج اليوم ليؤكد نظريته في أن الربيع العربي كان خطة ومؤامرة استعمارية غربية صهيوأميركية، وأن الثوار معظمهم خونة متشددون وقسم منهم أغبياء ....!!
أسأل وأستعرض معكم ما يمكن أن تؤول إليه الأمور..
أين نحن اليوم وإلى أين الوطن العربي
بانتظاركم ومعكم نسير ونستعرض ما مر وما آلت وستؤول إليه الأوضاع في هذا الحوار..![/align]