عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 06 / 2017, 56 : 06 AM   رقم المشاركة : [3]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني

شيمتك التسامح
فليس أكثر من يطعنك أحدهم ، من ذوات الأرحام ، بسكين حقيقية !! وتظل بين الحياة ، والموت ، في رحلة عذاب بالمشفى ، وعندما تتعافى ، وتستعيدك الحياة ، تسامح من كاد بك ليقتلك ، لمجرد مجلس يعقده كبراء القبيلة ، ويجمعا الخصمين للتصالح !! كل هذه البساطة !! أن تتغاضى عن مكر أحاط بك السوء ، وكاد أن يذهب بحياتك في لحظات ، ليصبح الكائد ولي حميم !! علمني والدي أنه ، يستطيع قلب الإنسان ، أن يسع تسامحه أشد الأذى ، وحتى أقبح تصرفات البشر ، منذ ذلك اليوم إلى أن فارق والدي الحياة لم أجده لهؤلاء ، إلا محسنا .. وقياسا بهذا كان سمته بين الناس فرحمة الله عليه.

شيمتك النبل

لم أكن أعرف ، إلى تلك اللحظات العصيبة التي كنت أودع فيها والدي ، وأستقبل فيه العزاء من محبيه القريبين ، ومن فروع قبيلته البعيدين جدا ، الذين لم أعرفهم طيلة حياته ، أو حتى أسمع عنهم ، المعنى الحقيقي المتجسد في كلمة (نبيل) .
تضافرت ظروف حياتنا قبل أكثر من خمس وعشرون عاما ، بخمس وعشرون عاما أخرين ، أن تصنع أناسا أكثر نبلا وشرفا ، ممن هم يسيرون فوق آثار أطلالهم ، ويسكنون ديارهم ، ويملكون تركاتهم اليوم ، ولم يبلغ مسيرهم أشبارا معدودة من الأخلاق ، في رحلة أميال هؤلاء ، أللهم إلا ثلة منثورة في الورى ، لا يعلم مستقرها ، ومستودعها إلا الله ، لكنني عثرت على أحدهم ، ولكن بكل أسف في اللحظات الأولى عقب رحيله ، نعم لم يخطر ببالي أن والدي من هؤلاء ، الذين كانت تروي جدتي أساطيرهم ، وإن صح القول ، هم اؤلئك الذين بكت عليهم السموات ، والأرض ، أذكر أنني عقب انتهائي من نوبة بكاء حارة ، كانت تراودني من حين إلى أخر في ذلك اليوم ، لقد كنت أذهب ، وأؤوب في حرملك نسائي مكدس ، وإذا بإمرأة تمسك يدي ، وتبادرني بسؤال : هل أنت إبنته قلت نعم ، قالت : من أنت فيهم ، قلت : الكبرى ، قالت أنت الأكثر شبها به ، طأطأت رأسي حزنا في صمت ودموع ، قالت نصا : إن والدك كان كافلا للأرامل ، واليتامى ، وأشارت بيدها إلى امرأة شابة لتقترب منا ، لكي تعرفني بها ، وأخبرتني هي الأخرى أن والدي هو من تكفل بتجهيزها كاملا للزواج هي ، وأختها ، لم يدهشني ذلك ، بل أعرف كرم والدي ، ولكن الذي أدهشني حقا !! وجعل رأسي يدور ، هو أنهما ابنتا ألد خصيم له !! كان شديد البخل على زوجته ، وأولاده ، كنت ولأول مرة في حياتي أسمع منهما ، ما لم يخبرنا به والدي قط ، وحين انفض الجمع الغفير ، وانفردت بأمي سألتها عما سمعت ، وكانت الدهشة الكبرى !! أنها هي الأخرى للمرة الأولى يمر عليها الخبر !! إلى هذه الدرجة كنت نبيلا !! كم كان يسوءني أن رحلت عني ، دون أن أستفيض في تقبيل قدميك ، ويديك المباركتين ، فخرا لي أن كان والدي نبيلا ، وما أندر النبلاء .

يتبع
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس