بلقيس
رجاءا تنقيح الخاطرة ..فيبدو أن رسائل أساتذتي قد بلغت الحد الأقصى .
وشكرا .
بلقيس !!
أتحسسك بأطراف خاطري ،
دبيب طيفك ، ملء الآذان ،
منذ زمان لا أعلم شيئا ..
عنها ..، بلقيس الريان ،
سوى أنها إمرآة ،
كانت تحفظ القرآن ..،
هندية الطين ، الأصل ..،
عربندية اللسان ..،
لا تتحدث سوى لغتين ..،
معجمها هندي خالص ..
والآخر عربي منه ..
لا تنطق بغير القرآن !!
كالفصحاء تجوده ،
ترتله ، كوليدة سحر ، وبيان ،
من بين فرث اللغات ، رضعت
ضاد سائغة ، بفيه العربان..،
مخارج ، وحروف رنانة
ترقيقا ، وتفخيما
خلا عسرة حرفان ..،
فحاؤها هاء جوفية ،
والعين همز حلقية
لسان القوم ..، محتوم تروضه ..،
إمرآة تخشى الرحمن
ذات الستين ، وتزيد بالأحرى سنتين ..،
يجمعنا ركن بالمسجد ،
وتفرقنا شتى الأكوان ..
لم أعجب من شئ في الدنيا ،
إلا ببلقيس الريان !!
كانت بدعاء المجلس تلهج ،
كختام عقب القرآن ..،
أعجب !! وأسرها في نفسي !!
آه بلقيس الريان !!
كم تلغو الناس !! ولا تدري ،
كيف يراقبها الديان !!
وأنت ..، كم أعجب منك !!
توبتك عقب الفرقان !!
بلقيس !!
في نفسي أناديك ،
أمدركة أنت ..، حنين الأنسان ؟؟
أيتها الزكية ..، النقية محبتك ،
بلا أرحام بيننا ، وسيان .
هل ماتت بلقيس اليوم ؟؟
أم طاف اسمي ، بحنين خاطرها ؟؟
ترى !! ما خطبك يا ابنة ريان ؟
لماذا اليوم نزعت إليها ؟؟
وفؤادي سريع الخفقان !!
إن كان الباعث يدعو وداعا ،
فوداع.. وأصل لأجلك أزمان ،
وذاك العهد سيقطعني ،
للقاء أخلاء بجنان ..،
بلقيس
بلقيس ، إن هتفت ،
أو عبرت خاطرك الذكرى ،
وأثارت غبر التحنان ..،
فها أنا أسمع خاطرك ،
وأجيبك من أقصى مكان ..
ماكثة أمضي بالذكرى ،
أحملها بوجد الولهان ..
حسبي إن لم تجمعنا الدنيا ،
بالماضي ألفنا القرآن ..
بلقيس !!
لاأعلم كيف يمازحنا!؟
ذياك الماضي المنصرم ،
يعود ، وليس بواقعنا ،
كالساخر ، يبدو هزليا ،
بالبسمة يرسم أحزانا ..،
ينظر للواقع محتقرا ،
يستحضر صورا تؤلمنا
والضحكة مليء العينين
يتركنا ببعض دميعات ،
أو بعض رماد النيران ،
لا أعلم كيف تتوارى ،
جارحة خلف الأغصان ..
يختبئ القدر بجعبته ،
من قوس يرمي سهمين ..،
سهم بالقلب يسابقه ،
بالقلب الأخر يخترقان ..
آه كم أعجب ..،
من رمية قوس واحدة ،
تقذف سهمين ،
فتصيب قلوب ، تعلقها ،
فيصير المقفر بستانا ،
وبذات القدر يصوب أخرى ،
تفصل دربهما ، فيفترقان ..،
بفراق قدري نرحل ،
ويعود ليحترق البستان ..،
ونعيش نراعياها ، الذكرى ،
نرفض بتبني النسيان ..،
يفرقنا وفاءا يجمعنا ..
أرأيت ملاك الإنسان !؟
بلقيس !!
سهم محبتك ضني قلبا ،
قسرا يتعلق ، بذوي الإيمان ،
الطاهرين أولي الأحسان ،
ما أثقل طيبك في الميزان ..،
المحتجين على الطاغوت ،
الكافرين بالشيطان ،
يسألني الحب شهودا ،
فما خطب الحب ؟!سوى البرهان !!
إن كنت سأختار شهودا ،
فأين الهدهد ، وسليمان ..،
والشمس معبودة سبأ ،
والعرش الماثل بالقدس ..،
والمؤمن يتحدى الجان ..
هل ترضي مولاي شهودي ؟
أم أجمع ودي أبياتا ،
وقصائد من وحي آيات القرآن !؟
آه بلقيس !!
إن لقيت بلقيس الموت ،
وصدر الحال بقلبي بيان ،
ستصل الروح صلاة الغائب ،
وسينعي الدمع العينين ..
بلقيس
لو أن زراعة الموت ،
سبب لحصاد النسيان ،
الأرض سأغرقها دموعا ،
كي تنبت بذرة إنسان ،
ويظل الصبار وفاءا حيا،
لو لم يسقه من غيث ،
لو لم تحن عليه الأزمان
ألمي بفراقك ناسك ،
يتجاوز حد الرهبان ،
فعسى يجمعني ، وإياك ،
المنبر في نور الديان ،
فالمتحابون لهم نورا ،
تغبطهم فيه الأكوان ،
بلقيس !!
لو أن حياتك بالدنيا ،
في سين مكان ، أجهله ..
ساكلف روحي بمطلع فجر ،
يشهده شهود القرآن ..،
ليحل عليك بألف سلام
وبعمري سأنتظر لقاؤك ،
يا امرأة من جنة عدنان ،
إني هكذا دوما أحسبك ،
وما تزكيتي على الرحمن .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|