عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 07 / 2017, 29 : 07 PM   رقم المشاركة : [6]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: ندعوكم لقراءة وتقييم النصوص المجازة في مسابقة شهر رمضان المبارك

زقاق العفاريت / مجموعة قصصية


[align=justify]


زقاق العفاريت:
دب هدوء غريب في الزقاق المؤدي إلى بيتنا العريق، وانهالت علينا الضربات من كل مكان، والصفعات رسمت أصبعَ بكل الأشكال والألوان، الأطياف تحيط بنا من كل الجوانب، بعد مقاومة طويلة استسلمنا ووقعنا على الأرض مغشيا علينا، في الصباح لم نجد غيرنا ولم نفهم شيئا مما جرى، حملنا أجسادنا المنهكة من شدة الضرب وعدنا أدراجنا.

دخان بلا نار:
جلست قرب النافدة المطلة على زقاق العفاريت، وفجأة انسلت رائحة شيء ما يحترق إلى أنفها، لم تكترث للأمر، وعادت لتواصل نومها في كرسيها المتأرجح، لكن الرائحة أبت أن تفارقها، كلما استنشقت الهواء ازدادت رائحة الاحتراق قوة، رائحة تشبه احتراق الأجساد، التفتت حولها باحثة عن مصدرها، نهضت من مكانها، وبدأت تتتبع آثارها إلى أن وصلت إلى غرفتها حيث تجمعت الرائحة، فتحت باب الغرفة والرعب يملأها، فإذا بها تجده يحرق يده فوق شمعة حمراء.طيف المرآة:كان يبحث عن شيء ما، في مكان ما، وفي زمان ما.... فوجدها تنظر إليه من مكان ما، من زاوية ما مبتسمة، مد إليها يده ليمسك بيدها، لكن شيء ما حال بينهما، أعاد المحاولة مرارا بدون جدوى، رجع إلى الخلف خطوة، تمعن الفضاء جيدا، لا شيء يفصله عنها سوى بضع خطوات، أحس بوجود شيء ما غير مرئي يفصل بينهما، شيء يعكس صورتها ولا يعكس صورته، اقترب مرة أخرى منها وأخذ يتلمس ذاك الشيء الذي يفصل بينهما، ثم عاد إلى الخلف مرة أخرى، دقق النظر، فتح النافذة المطلة على زقاق العفاريت، تسربت أشعت الشمس إليها، انعكست عليها، لم يكن الفاصل بينهما سوى زجاج مرآة شفاف، أما هي فقد كانت تقف خلفه مجردة من كل اكسيسوارات الحياة، لبتت لحظة ثم تبخرت صورتها كما يتبخر الماء بفعل الحرارة.
مجنون المجانين:
تسلق شجرة شاهقة العلو في الصباح الباكر، جلس على أحد أغصانها ليسترق بعض النظرات من النافدة المطلة على غرفة نومها ،كانت في غاية الجمال بفستانها الأحمر الشفاف وشعرها المنساب على كتفيها، أحس برعشة خفيفة في جسده، نسي أنه فوق الشجرة وخطى خطوة نحوها وهو غارق في أحلامه ليستيقظ على إثر صدمة قوية على رأسه أردته قتيلا.
الرقيب:
تَمددتْ على السرير، أخْرجتْ سيجارة من حقيبتها الحمراء، أشعلتها بتلذذ، أغمضت عينيها،عم الصمت في أرجاء الغرفة، أحست بوجود شخص آخر معها،فتحت عينيها،الغرفة خالية، أغمضتهما، ضحك بخبث وقال لها:أتبحثين عني حقا ؟ ما أغباك؟ لا يمكنك رؤيتي، لأني أسكن فيك وسأظل أعاتبك على كل خطواتك مدى العمر....التفاتة غاوية:قالت له - وهي تمضي نحو الهاوية- : أنظر مليا إلى جسدي الذي ملأته التجاعيد وإلى أسناني التي أسقطتها عليك وعلى أمثالك. كنت كالزهرة البرية في الحقول وأصبحت كالفطر المسوم في المزابل والذي يهابه الجميع. بعد أن كان الرجال يحومون حولي، أصبحت وحيدة في محطتي الأخيرة. لم يعد أحد يأبه لأمري، حتى جسدي لم يعد قادرا على حملي أحسه أحيانا ينتقم مني، نظرت إليه فوجدته ينظر إليها باستغراب وقبل أن يهجرها كالبقية قال لها إن البحر الذي دخلته بقدميك هاتين راكضة خلف أمواجه العاتية لن يتركك ترحلين كما دخلته لابد أن تدفعي الثمن غاليا وها أنت تدفعينه في الحياة قبل الممات... لم تستطع حبس دموعها التي تساقطت على خديها كالحجر، عندما أدركت أن خطيئتها لا تغتفر، فاختارت الارتماء في أحضان الموت بملء إرادتها عوض أن يأتيها وهي طريحة الفراش متآكلة الأطراف فيسحبها من رجلها اليسرى أمام من فاقتهن حسنا وجمالا ذات يوم.

خطيئة:
حملت حقيبتها الحمراء، وغادرت المكان الصاخب من باب خلفي، كانت دماؤها تتساقط كلما خطت إلى الأمام، تاركة خلفها بضع قطرات أنبتت ثلاث شجيرات من الشوك
.
عتاب:
قرَعت الباب ثلاث قرعات متتابعة، فُتح الباب وسُحبت من يدها اليمنى إلى الداخل بسرعة فائقة، ثم أُغلق الباب، وفجأة فُتح لتخرج منه مقطعة الثياب حافية القدمين، عارية الرأس، دامعة العينين، وأسرعت مهرولة نحو زقاق صغير مظلم حيث اختفت عن الأنظار، وبقي الباب مفتوحا خلفها لتخرج منه امرأة عجوز بعكاز غريب وهي تبكي.

مجرد صمت:
كل صباح يهمس شخص ما في أذني باسم غريب لم يسبق لي أن سمعت به ويرسم لي صورة ليست بغريبة ولا مألوفة ولا وحشية، بحثت كثيرا عنها ولم أجدها، بحث في ذكرياتي القديمة وصوري العتيقة، ودققت النظر في كل الوجوه العتيدة ولكنها ظلت بعيدة ضائعة في دهاليز الماضي الأليمة، لم يلتمم شتاتها ولم تكتمل ملامحها إلا على مشارف الموت المريرة.
خيانة:
سمع صوتا مخيفا أفزعه فزعا شديدا، نهض من الفراش، أشعل الضوء، بحث عن مصر الصوت ،لم يجد أحدا، عاد للنوم وقل أن يطفئ الضوء رأى ظله خلفه حاملا سكينا ويحاول طعنه في ظهره...

قالت من حرقة الشوق:
اخضرت شجرة عشقنا وأورقت شجرة حبنا، نمت الزهور في كل أماكننا السرية ،ولم تأتي لترى حبي مرسوم في قطع من الأحجار ،مكتوب على كل الأشجار،يفوح من عطر كل الأزهار، تعزف به كل الأوتار،يدندن به كل العشاق، انمحت الرسوم، تساقطت أوراق الشجر، وذبلت كل الزهور، وتبعثرت كل الأوتار،ومل كل العشاق من سيمفونية حبنا.... أتيت تحمل باقة ورود ذبلت في طريق العودة، تساقطت أوراقها واختفت رائحتها، مللت الانتظار وسئمت الحوار وأعلت الانفصال، عد لقد فات الأوان.

لحن الشباب:
سـمعت لحنا يعزف بعشق على أوثار من حري، دغدغ مسامعها، أرقص جسدها المدد على الأرض منذ سنين، قالت لصديقتها: ما أجمل لحن الشباب حين يعزف على قيثارة عجوز.

المثالي:
حيرها صمته الممزوج بالغموض، خيوط كلامه متشابكة، معقودة بإحكام، لم تستطع حلها، لم تستطع فكها، ملت من الانتظار، فتركتها معلقة على شجرة النسيان لتحلها الرياح العاتية من نفحات سجائره المحترقة.

حلم البسطاء:
غطت رأسها بمظلة سوداء حتى لا يفسد المطر فستانها الأبيض المزركش بخيوط ذهبية لامعة، تقدمت بخطوات حذرة نحو سيارة الأجرة، ركبت بجانبه دون أن تبالي، شمت رائحته المميزة تفوح من جانبها، التفتت بشوق وحنو إلى يمينها لتجد قنينة عطر منكسرة فوق مقعد السيارة، حملتها، شمتها، وهامت في أحلامها، لتستيقظ على صوت أمها المبحوح انهضي... انهضي، فقد حان وقت ذهابك إلى بيت السيدة هلين لتغسلي ملابسها وتنظفي منزلها باكرا.

إكسير الحياة:
شقت طريقها نحو الغابة باحثة عن بحيرة تجمع فيها ماء الخلود، ظنت أنها ستكون خالدة إن شربت منه، ولن يأخذها الموت بعيدا، لكنها نسيت أن ماء الخلود نفسه لا يمكن أن يبقى خلدا.

فرصة ثانية:
سمعتْ دقات قلبها تتباطأ فظنت الموت قادما، سمعتْ خطواته، شمتْ رائحته، أحسستْ به يسحبُ روحها من جدورها ليخرجها من جسدها الفاني، أنفاسها ضاقت، عيونها بدت كشلال بلا مياه، أغمي علها، في الصباح عادت روحها إلى جسدها وعقدا هدنة إلى حين صدور الحكم النهائي.


غدر الذئاب:
ارتمت في أحضانه ذات مساء خوفا من الكلاب الضالة، التي ظلت تلاحقها في وضح النهار وأمام عيون المارة محاولة نهش لحمها الثمين، لكن عندما نظرت إليه وجدت أنيابه قد برزت ولعابه قد سال فور اكتمال القمر، فتراجعت خطوة إلى الخلف وأعلنت الانسحاب في صمت، فانقض عليها وغرس أنيابه في جيدها الطويل حتى تطايرت الدماء في أرجاء الغرفة، ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه كغزال برية مغدورة.

فوات الأوان:
رأته قد ابتعد عنها منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها عن تمردها وعصيانها له، وعن عدم التزامها بالقوانين التي سنها لقفصه الذهبي الذي سيصير قفصها أيضا، عادت إليه تطلب القرب منه وتترجاه المبيت في قفصه خوفا من أنياب الذئاب التي بدأت تنهش في لحمها، ومن البقاء وحيدة بعد أن وصلت إلى محطتها الأخيرة وابتعدت عنها كل الكلاب الضالة التي عشقت رائحة جسدها النتن، وأعطتها إحساسا كاذبا بالجمال الأبدي الخالد، رحب بها كعادته مبتسما وأدخلها إليه فرحا بعودتها الميمونة إليه مذعنة الرأس ثم أغلق الباب بمفتاح سحري وتحول إلى وحش ضار وأخذ ينهش في لحمها بدون رحمة إلى أن وقعت أرضا مغشيا عليها، فحملها ورماها خارج قضبانه الذهبية، لتستيقظ على إثر ارتطام رأسها بالأرض مفزوعة، حملت جسدها المدنس وعادت أدراجها خالية الوفاض حانية الرأس.

المُخلصة:
وقفت قرب الباب مصعوقة مما رأته أمام عينيها، وفي غرفة نومها، لم تستطع تصديق أن ملاكها الحارس سيتحول مع مرور الزمن، وكبر العمر إلى شيطان، يسلب الفتيات أغلى ما يملكن في رمشة عين بكلمة واحدة مغموسة في سطل من العسل، ويرميهن في بئر من الذل مدى الحياة، فأخذت شمعدانها الوراثي من غرفة الضيوف وأسرعت إليه لتضربه به على رأسه ضربة أردته قتيلا، وعادت من حيث أتت آخر مرة.

القلوب عند بعضها:
خرج باكرا إلى العمل،نسي مفاتيحه بالبيت فعاد مسرعا، صعد الدرج، فتح الباب ببطء شديد، أخد المفاتيح وهم بالمغادرة، فسمع صوتا مبحوحا يقول له: أين ذهبت زوجتك في هذا الوقت المبكر وهي ترتدي تلك الملابس المثيرة وتحمل حقيبة كبيرة؟ أنظر لقد تركت لك رسالة فوق الطاولة فاقرأها، أخذها ويداه ترتعش، فتحها، ليجد بها كلمة واحدة كتبت بلون أسود "وداعا" لطخ سوادها يديه الخشنتين، فابتسم ابتسامته المعهودة ومضى قدما نحو وجهته المعهودة.

دنيا:
مازالت دنيا تركض ونحن نركض خلفاها، لم نمسكها، لم نلمسها ، لم نسبقها، كلما التفتت ابتسمت ابتسامة استهزاء متحدية الفقراء والمساكين والأغنياء على حد السواء، ترمي لهم الطعم، توهمهم باقترابهم منه وتسحبه بسرعة فائقة، الصغير يركض والشاب يركض والعجوز يركض والكهل يركض،لم يصل أحد إلى خط النهاية ليفوز بدنيا ويتزوجها، هناك من لم يحالفه الحظ لأن الموت اعترض طريقه وأخذه إلى حيث سيحاسب حسابا عسيرا على حبه لدنيا وتشبثه بها وهناك من مازال غارقا حتى أذنيه في حبها وعشقها وهي له لاهية
[/align].
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس