الموضوع: صوت الجراح
عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 09 / 2008, 27 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

صوت الجراح

[align=justify]
أجل للجراح صوت ولها صرخات تتشكل في الجسد وتعبر كل الملامح راسمة هذا الألم الدفين الذي يريد بشكل ما أن يقول أنينه أو ما يشبه الأنين .. إنها الجراح التي تراكمت بل ازداد وجعها مع السنين ونحاول في كثير من الأحيان أن نردمها بابتسامة أو ضحكة أو كلمة ما..جراحنا قصة طويلة ، وغصة عميقة ، وحكاية يطول شرحها كما يطول شرح السنوات وما نالنا فيها من أنين وعذابات وانتظار واكتواء بنار بعاد طال عليه الزمن فصار بحجم أعمارنا التي تزيد يوما بعد يوم فيزيد معها الجرح اتساعا!!..
هل هو اليأس ؟؟..ما أبعدنا عن اليأس ، والدليل أننا نتابع المشوار نحو فلسطين واليائس لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة نحو الوطن ..هل هو الملل من طول السنوات التي مرت ونحن توءم الغربة والتشرد والضياع وانتظار الغد الأفضل ؟؟.. أيضا لا .. فمن يملّ يترك كل شيء ونحن مصرون على التشبث بكل دروبنا وصولا إلى فلسطين التي أحببنا ونحب وسنبقى نحب ..
الغربة التي طالت جارحة مرة شديدة السواد..هذه الأيام التي كانت لجوءا لا نعرف غيره من الولادة حتى الآن عضت الضلوع وكوت الشرايين ..فكان الجرح شديدا على مدار الأعوام يعلو صوته ويخفت دون نهاية معبرا عن شدة تعلقنا بفلسطين وشدة حبنا لفلسطين ..ولغة الجراح هذه لا يفهمها إلا من فقد وطنا ..تصوروا وطنا .. فكم سيكون حجم الجرح ؟؟..
تصرخ الجراح بوجع إن فقد الواحد منا قريبا أو حبيبا أو عزيزا ، تأخذ في فرد حروفها صرخة من ألم موجع يعبر عن الكثير ..وتصرخ الجراح حين يصاب أحدنا بمرض ما يستوطن البدن..وتصرخ الجراح حين نفقد شيئا كان غاليا علينا .. تصرخ الجراح وتصرخ ..لكن ماذا تقول هذه الجراح وكيف يكون صراخها حين يكون ما فقدنا وطنا ؟؟.. وطنا غاليا حبيبا عزيزا مسكونا في الشرايين والدم ؟؟.. ألا يحق للجراح أن تصيح مطلقة حرقتها دون حد ؟؟..
نعرف أنها حياتنا التي علينا أن نعيشها كما هي ، بحلوها ومرها ، بضحكتها ودمعتها ..لكن لحياتنا هذه خصوصية الفقد التي ما عرفها سوانا من الشعوب ..هذا الفقد الذي لا يتمثل بشيء محدود فقط بل بوطن وأرض وبلاد .. لذلك نحمل ملامح الجرح المتفرد الذي تكون صرخته بحجم وجعنا وأملنا وألمنا معا .. نضحك والجراح فينا .. نبكي والجراح فينا .. نمشي الدروب كلها دون التخلي عن هذه الجراح التي تدفعنا نحو الوطن أكثر .. لا احد يعرف طعم المرارة كما نعرف ..لا أحد تذوق بل عرف معنى حرقة الفقد كما عرفنا ..منذ البدايات ..ومع امتداد خيمة في الريح تكونت ملامح جراحنا لتكبر ويعلو صوتها معلنة أنّ الإنسانية الخرساء لم تكن منصفة في يوم من الأيام لأنها ظلمت صاحب الحق وجعلته يعيش حياته ألما على ألم ... منذ الخطوة الأولى خارج البلاد تشردا ولجوءا ونفيا عن البيت والوطن راحت الجراح تكبر وتكبر معلنة أن الحقيقة قد شوهت من قبل عالم ظالم طال غيه وزاد ذهابه في مدّ القاتل بأدوات القتل والمقتول بألم البعد عن وطنه وبيته وشارعه وهوائه .. مع كل خطوة كانت الجراح تلوك الأيام وتعلن أمام الناس كلهم أنّ الظلم الذي وقع على الفلسطيني وكان عنوان هذا العصر الغريب العجيب هو مسؤولية الجميع دون استثناء خاصة حين تصير السنة سنوات وتزداد جرائم العدو الصهيوني دون أن تجد من العالم رادعا وهو العالم الذي يزود المجرم بكل أدوات القتل والتدمير والتخريب الذي لا حد له ..!!..
إنه صوت الجراح ..صوت الجراح الذي يعلو معلنا أن لا بديل عن الوطن ولا بديل عن استعادة الحق ولا بديل عن فلسطين كاملة غير منقوصة.. نعم إنه صوت الجراح ..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس