انتفاضة جديدة، يسجلها اليوم الفلسطينيون في «جمعة الغضب» التي دعوا اليها، بعدما منعت سلطات الإحتلال المصلين من الدخول الى «المسجد الأقصى»، ونصبت بوابات الكترونية للتفتيش. أمر رفضه هؤلاء، وأقاموا صلاتهم في الشوارع المحيطة، لتبدأ بعدها الإشتباكات مع سلطات الإحتلال، وسقوط إصابات وشهداء، في مناطق متفرقة، جراء إستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، تحديداً في شارع صلاح الدين، و«البلدة القديمة»، و«الخليل».
«جمعة الغضب» التي ألهبت من جديد الأرض الفلسطينية، ألهبت أيضاً مواقع التواصل الإجتماعي، الذي تصدره هاشتاغ «#أقصانا_لا_هيكلهم»، المساحة الإفتراضية، التي كانت بمثابة إنتفاضة غضب للناشطين العرب على هذه المنصة، ونشرت على متنها عشرات الصور من المواجهات الحاصلة في الأقصى، من بينها صورة لمجموعة مصلين مسلمين، يتوسطهم مصل يحمل صليباً على رقبته، ويقرأ في الإنجيل، ضمن مشهدية موحدّة للأديان تحت راية الدفاع عن الأرض. الى جانب هذه الصور، قفز إسم الشهيد محمد محمود شرف (17 عاماً) الذي قضى في جنوب الأقصى جراء إصابته برصاص مستوطن، وكان مؤثراً جداً ما نشرته معلمته مروة السيوري على صفحتها على فايسبوك، إذ دوّنت «بدري كثير يا معلّمتي ... بدري كثير، طلب الجامعة ما تكمّل! كنت تعترض عحصّة الساعة سبعة وتقلّي بدري، مين يلي لازم يقول هلأ بدري ... مين !!». منشور تفاعل معه الآلاف، مع صورة لشاب بمقتبل العمر، قدم حياته فداء لفلسطين وأهلها.
هذه الإنتفاضة الفلسطينية الجديدة، واكبها الإعلام الغربي والعربي، لكن كانت ساحتها المنصات الإفتراضية، والصفحات الفلسطينية الإخبارية، التي نقلت لحظة بلحظة ما يحدث في القدس، من مواجهات وإصابات، مزودة بفيديوات حيّة من النقاط التي تحدث فيها هذه الإشتباكات.